تعليق انفجار المرفأ
خالد صاغيّة

وزير المهمّة القذرة

9 نيسان 2022

الاسم: محمد وسام المرتضى
المهنة: وزير مكلّف من حركة أمل بإقفال ملفّ جريمة 4 آب.

إنّه الوزير نفسه الذي تباهى إعلام الجريمة بأنّه خبط يده على الطاولة في مجلس الوزراء، مهدّداً باعتكاف وزراء الثنائي الشيعي عن حضور جلسات مجلس الوزراء ما لم تتمّ تنحية قاضي التحقيق العدلي في جريمة المرفأ طارق بيطار. وقد اعتكف وزراء الثنائي فعلاً، وعطّلوا الحكومة أسابيع طويلة، بمن فيهم وزير المال يوسف الخليل ووزير التاسو مصطفى بيرم. فعصافير التاسو، على ما يبدو، تريد عالماً أفضل يخلو من العدالة للضحايا.

إنّه محمد وسام المرتضى نفسه الذي يسعى لتقديم نفسه كشخص محترم، فلا تفارقه «البوشيت» الملوّنة والكرافات، فقرّر وضع مبنى الأهراءات على لائحة الجرد العام منعاً لهدمها، معلناً أنّ الأهراءات تحوّلت بعد انفجار 4 آب رمزًا يجسّد صورة مدينة نكبها الانفجار، ممّا يقتضي حفظها وتوريثها للأجيال المستقبلية. لكن ما العمل حين يغلب الطبعُ التطبّعَ، ويتراجع السيّد المرتضى عن كلامه السابق، ليأتي بفكرة عبقريّة تقوم على هدم الأهراءات وبناء مجسّم مصغّر يشبهها مكانها.

وحين تحاول السلطة إخفاء جريمتها، ستجد دائماً جيشاً من الفنّانين المتطوّعين لمساعدتها على إضفاء طابع ثقافيّ على إزالة البصمات من مسرح الجريمة. كان نديم كرم سبّاقاً، وهو الذي سبق له أن زيّن جريمة سوليدير بحيواناته المعدنيّة. وجاء الآن دور نحّات المناسبات رودي رحمه ومجسّمه القميء لإضافة قبحٍ على فظاعة الجريمة.

ما هذه العبقريّة يا صاحب البوشيت البوردو؟ ما هذا الفنّ العظيم الذي يدّعي إعادة تمثيل ما يهدمه؟ 

لكن، لا حرج على أزلام نبيه برّي حين يُقدمون على أفعال كهذه. فهذه القامة معروفة بميادين الفساد لا بميادين النحت والمنحوتات. وحين تلوح في الأفق سمسرات هدم الأهراءات وصفقات إعادة إعمار المرفأ، تتراجع جماليات الفنّ وقيمة العدالة، ليتصدّر المشهدَ فائضُ قيمة الدولار. فما بالك حين تكون السمسرات تصبّ في الخانة نفسها لإخفاء معالم جريمة سبق للقاضي بيطار أن ادّعى على نائبين من حركة أمل بتهمة الضلوع فيها. 

لا يقدّم محمد وسام المرتضى خدمةً لوليّ نعمة توزيره فحسب، بل للسلطة المجرمة بأكملها. ولتقديم هذه الخدمة، كان لا بدّ من تلفيق الأكاذيب، بدءاً من اختراع «مختصّين» و«فنّيّين» أفتوا بضرورة هدم الأهراءات، وانتهاءً بذرف دموع التماسيح على الكلفة التي ستتكبّدها الخزينة من تدعيمها. لكن يبدو أنّ نرجسيّة السيّد المرتضى الممتلئ بنفسه جعلته يتخيّل أولئك المختصّين الذين لم يسمِّ واحداً منهم، في حين أنّ وزارته تعرف تماماً المختصّين والفنّيين الذين أكّدوا أنّ تدعيم الأهراءات هو الحلّ الأمثل.

ليست الأهراءات المعركة الأهمّ في هذا التوقيت، ربّما. لكن وسط الانكسارات التي تتوالى منذ نهاية 17 تشرين، قد تكون بقايا الأمل ببعض العدالة لضحايا 4 آب هي جلّ ما تبقّى لنا. وقد تركت لنا انتفاضة 17 تشرين بعض بركاتها في نقابة المهندسين. فهل تتحرّك النقابة من أجل العدالة؟ من أجل عيون الطفلة على أكتاف والدها في ساحات تشرين، ومن أجل عناصر فوج الإطفاء الذين أرسِلوا إلى موتهم، ومن أجل الضحايا الـ231، ومن أجلنا نحن جميعاً الذين نشكّل ضحايا 4 آب بدرجات مختلفة؟

الاسم: محمد وسام المرتضى
المهنة: وزيرُ مهمّةٍ قذرة يؤدّيها ببوشيتٍ ملوّنة

آخر الأخبار

حدث اليوم - فلسطين الخميس 25 نيسان 2024 
مختارات من الصحافة الإسرائيلية 25/4/2024 
بلدة حانين تشيّع مريم وسارة قشاقش
الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام المحكمة الجعفرية
تيك توك: سنطعن بقرار الحظر الأميركي 
الشرطة تعتقل طلّاباً وصحافيّاً في جامعة تكساس