«معكم أطلب الحقيقة والعدالة، كلّنا يعلم أنّ القضيّة معقّدة وشائكة وأنّ تضارب القوى والمصالح يزيدها ثقلاً وتعقيداً، لكنّ الحقيقة والعدالة يجب أن تسود على كلّ شيء»؛ هذا ما جاء في كلمة البابا فرنسيس خلال لقائه وفداً من أهالي شهداء وضحايا انفجار مرفأ بيروت، في الفاتيكان اليوم، كجُرعة دعم للأهالي في وجه العرقلة السياسية والقضائية التي تواجه تحقيقات القاضي طارق بيطار في لبنان.
وجاء لقاء البابا فرنسيس مع وفد من الأهالي مؤلف من 25 شخصاً، مثّل أهالي شهداء فوج الإطفاء والضحايا المدنيّين والجرحى، وتبعته أيضاً لقاءات أخرى، أبرزها مع أمين سرّ دولة الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين. وتبيّن للأهالي بعد هذه اللقاءات أنّ «الفاتيكان على اطّلاع كامل على مجريات عرقلة التحقيقات وعمل مسؤولين لبنانيّين على إعاقتها»، بحسب ما أكد ويليام نون لـ«ميغافون».
وبالإضافة إلى تأكيده على مطلبَي الحقيقة والعدالة، شدّد البابا فرنسيس على تضامنه الكامل مع الأهالي، وقال «معكم أشعر بالألم لأنني ما زلت أرى كل يوم الأبرياء يموتون بسبب الحرب في منطقتكم، في فلسطين وإسرائيل، ولبنان يدفع الثمن». وتمّ الاتفاق مع الأهالي على تشكيل صلة تواصل دائم معهم والعمل على إعادة الحياة إلى التحقيق اللبناني أو دعم الخيارات الأخرى، كالتحقيق الدولي، التي يمكن أن تحقّق المحاسبة في هذا الملف.
يُذكر أنّ المسؤول الأول عن عرقلة التحقيقات بجريمة 4 آب، مدعي عام التمييز السابق غسّان عويدات، كان قد عمد إلى استغلال دعوته إلى الفاتيكان في مناسبة عامّة في كانون الثاني 2024، لتبييض صورته أمام الرأي العام اللبناني. وذلك بعد أن كان قد نفّذ في 25 كانون الثاني 2023، انقلاباً كاملاً على التحقيق والمحقّق العدلي في الملف، من خلال الادعاء على القاضي طارق بيطار بجُرم «اغتصاب السلطة» وإصدار قرار بإطلاق سراح جميع الموقوفين في الملف.