تعمّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إخفاء تقارير عن الكونغرس، تؤكّد تجويع إسرائيل للفلسطينيين بشكلٍ ممنهج، وصدّها المساعدات الأميركية من دخول قطاع غزّة. وقد فضّل بلينكن مناقضة التقارير، كي لا تتوقّف الإدارة الأميركية عن تزويد إسرائيل بالسلاح، بما أنّ القانون الأميركي يفرض ذلك إذا صدَّ بلدٌ ما المساعدات الإنسانية الأميركية.
هذا الملفّ سرّبه موقع «بروريبيبلكا» الذي كشف أنّ بلينكن تلقّى تقريرَين، من أعلى هيئتَين حكوميّتَين مختّصتَين بالموضوع (الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومكتب اللاجئين التابع لوزارة الخارجية)، يفيدان بأنّ إسرائيل تعمّدت صدّ المساعدات. ومع ذلك، في شهادته أمام الكونغرس، زعم بلينكن أن وزارته «لا تُقَيّم حالياً أنّ الحكومة الإسرائيلية تمنع أو تقيّد بأي شكل من الأشكال نقل أو إيصال المساعدات الأميركية الإنسانية».
التقريران فصّلا مسألة التجويع الممنهج، من صدّ الشاحنات إلى اغتيال عمّال التوزيع إلى جرف الأراضي الزراعية وانتهاكات أخرى. وبناءً على هذا السلوك، أوصت الهيئتان بتجميد الأموال المرصودة للسلاح الأميركي المتّجه إلى إسرائيل، وهو ما أخفاه بلينكن.
ويقدّم هذا التسريب دليلاً إضافياً على تورّط أميركا المباشر بالإبادة الإسرائيلية في غزّة، تحديداً بشخص وزير الخارجية، ما يهدّد بإصدار مذكّرات اعتقال جديدة بحق مسؤولين أميركيين، من قبل المحكمة الجنائية الدولية.