خسر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا الأغلبيّة في الانتخابات البرلمانيّة للبلاد، التي حافظ عليها منذ انتهاء نظام الفصل العنصري عام 1994. إذ اقتصرت حصّته الحاليّة على 40.18% من إجمالي أصوات المقترعين، وهو ما يفرض عليه الاتجاه إلى حكومة ائتلافيّة مع أحد أحزاب المعارضة الأساسيّة للاحتفاظ بالسلطة.
وتتراوح خيارات «المؤتمر الوطني» بين التحالف مع «التحالف الديمقراطي» الحائز على 21.81% من الأصوات، والذي يمثّل المعارضة ذات التوجّه اليميني والأكثر قربًا من إسرائيل، أو التحالف مع الرئيس السابق المنشق عن المؤتمر الوطني جاكوب زوما الذي حاز على 14.58% من الأصوات، والساعي للحصول على عفو رئاسي للتخلّص من تهم فساد موجّهة إليه في المحاكم المحليّة. أما الاحتمال الأخير، فيتمثّل بالتحالف مع حزب مقاتلي الحريّة الاقتصاديّة الماركسي، الأكثر تأييدًا للقضيّة الفلسطينيّة، والحائز على 9.52% من الأصوات.
ومن المنتظر أن تؤثّر خيارات «المؤتمر الوطني» المقبلة على مقاربة البلاد للقضيّة الفلسطينيّة، خصوصًا إذا قرر الإئتلاف مع التحالف الديمقراطي أو حزب مقاتلي الحريّة الاقتصاديّة، إذ يتبنّى الحزبان مواقف متناقضة جدًا بخصوص هذا الملف. أمّا جاكوب زوما، فيبدو أكثر اهتمامًا بتسويات مرتبطة بمسائل داخليّة، بما في ذلك الحصص داخل المجالس المحليّة في الأقاليم.