تأخّر عرض فيلم «مشقلب» في الصالات اللبنانية أسبوعاً كاملاً، بعد امتناع الأمن العام عن منحه إذنٍ للعرض إلّا بعد حذف مشهدٍ منه. الفيلم الأساسي يضمّ أعمال أربعة مخرجين، والمشهد المحذوف هو من فيلم «المجموعة» للمخرج اللبناني لوسيان بورجيلي.
في اللقطة المحذوفة، تظهر مجموعة أصدقاء وهم يخطّطون لتظاهرةٍ، ثم يرون عبر الموبايل فيديو لأحد رفاقهم وهو يتعرّض للاعتداء من قبل عناصر من الجيش اللبناني بالهراوات والجزمات. والفيديو الظاهر على الموبايل، داخل المشهد، هو فيديو حقيقيّ صوّره بورجيلي إثر مشاركته في إحدى التظاهرات قبل نحو عشر سنوات، بعد الحراك المدني سنة 2015.
في حديثٍ مع ميغافون، قدَّر بورجيلي أنّ «المشهد انحذف لأن القوى الأمنية والسلطة بدّن يانا نضلّ ناسيين هالمشاهد، كأن ما صارت، ونتقبّل انه ما ح يكون في محاسبة. أزعج شي بالنسبة لإلهن هو اللي بيحمل الكاميرا بهيك لحظات». وأضاف بورجيلي أنّ عناصر آخرين حاولوا اللحاق به آنذاك، لمّا انتبهوا أنّه وثّق الاعتداء.
إزاء قرار الأمن العام، كان أمام المخرجين والمُنتجين خياران: إمّا الإبقاء على المشهد تحت طائلة عدم الحصول على إذن عرض الفيلم بالكامل، وإمّا حذف المشهد المذكور. وقد فضّل الفريق التنازل والمضيّ بالحذف، لا سيّما وأنّ بقيّة الأفلام الثلاثة لم تواجه مثل هذه المشكلة. أمّا بورجيلي، فأصرّ على ضرورة الحديث عمّا فعلته الرقابة، إن عُرض الفيلم بعد تهذيبه.
ليست هذه المرّة الأولى التي تتدخّل فيها الرقابة بأفلام بورجيلي، إذ سبق أن حذفت مشهداً آخر من فيلمه الأوّل «غدا العيد»، بذريعة أنّه يتناول موضوعاً دينياً، ما يمكن أن يُثير بعض النعرات الطائفية.