رحل، مساء أمس الاثنين، المناضل السوريّ رياض الترك عن عمر قارب الـ94 عاماً في فرنسا. لُقِّب الترك بمانديلا سوريا نسبةً لنضاله من أجل الديمقراطية في سوريا وللمدّة التي قضاها في سجون الأسد الأب والابن، والتي وصلت مجتمعةً لحوالي 20 عاماً.
التحق الترك بالحزب الشيوعي السوري منذ الخمسينيات، لكنّه انشقّ عنه في 1973 بعد قرار الحزب الانضمام لجبهة السلطة، وأسّس الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي). انتقد الترك لاحقاً دخول الجيش السوري إلى لبنان، كما الأسلوب الأمني الذي اتّبعته السلطة وحزب البعث في مواجهة الإسلاميين عام 1980، مما تسبب باعتقاله لمدة 18 عاماً.
بعد تولّي بشار الأسد السلطة، شارك الترك في منتديات ما سمّي آنذاك بـ«ربيع دمشق»، وواجه الاعتقال مجدّداً. بعد الإفراج عنه، كان الترك من أبرز الموقعين على «إعلان دمشق» الذي صدر عام 2005 عن مجموعات وشخصيات معارضة تطالب بالتغيير الديمقراطي في سوريا.
لم تُثنِه كلّ سنوات السجن الانفرادي عن الدفاع عن مواقفه وأفكاره. كما لم تُثنِه سنواته الثمانون عن المشاركة في الثورة السوريّة عام 2011. واليوم، في عزائه، تذكّر كثيرون الجملة التي قالها يوم مات حافظ الأسد عام 2000، والتي تلخّص بمعناها الأوسع نضالاته وأحلامه: «مات الديكتاتور».