سلّم وزير الداخلية السوري الأسبق، اللواء محمد الشعّار، نفسه اليوم للإدارة السورية الجديدة، وذلك بعد 58 يوماً على خلع نظام بشّار الأسد. وقد تمّ التداول بمقطع فيديو ظهر فيه الشعّار برفقة عناصر مدنيّة، وأكدت معلومات صحفية أنه سلّم نفسه «طواعية»، زاعماً عدم تورّطه بجرائم النظام ضد الشعب السوري؛ مع العلم أنه كان العضو الوحيد الذي نجا من تفجير خلية الأزمة في 2012، والذي أدى إلى مقتل كبار قادة النظام وأبرزهم آصف شوكت وداوود راجحة.
وقد خدم الشعّار في أجهزة المخابرات السورية بلبنان، مع علي حيدر وغازي كنعان. ويصف موقع «مع العدالة» السوري الشعّار بـ«سفّاح طرابلس» في لبنان، إذ كان مسؤولاً عن المجازر والإعدامات التي ارتكبها جيش الأسد في المدينة خلال ثمانينات القرن الماضي، والتي أدّت إلى مقتل المئات؛ كما أنّ عائلة الشهيد خليل عكّاوي، أحد قيادات باب التبانة، تتّهم الشّعار شخصياً باغتياله في شباط 1986.
ويصف الموقع الشعّار أيضاً بـ«سفّاح صيدنايا»، إذ اتّهمه بالضلوع في مجزرة صيدنايا عام 2008 التي قُتل فيها العشرات. وقبل تبوُّئه منصب وزير الداخلية في نيسان 2011 بعد اندلاع الثورة، شغل الشعّار مناصب أمنية رفيعة في النظام، وهي: قائد الشرطة العسكرية، رئيس فرع المنطقة 227 في دمشق، رئيس فرع الأمن العسكري في حلب، رئيس فرع الأمن العسكري في طرطوس.
ونظراً لدوره الأمني والمناصب التي تولاها، فإنّ الشّعار متّهم بارتكاب العديد من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب السوري، ومنها المجازر وجرائم القتل الناتجة عن قرارات خلية الأزمة، ووزارة الداخلية التي استمر على رأسها حتى 2018. كما أنه مدرج على لوائح العقوبات الغربية منذ منتصف عام 2011، بسبب قمع الثورة السورية.