فعّل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المادّة 99 من الميثاق الأممي للمرّة الأولى منذ تولّيه منصبه في 2017، متوجّهاً لمجلس الأمن برسالةٍ تحثّه على التدخّل لوقف الحرب في غزّة وتجنّب وقوع كارثة إنسانيّة، مؤكّداً على أهميّة وقف إطلاق النار، باعتبار أنّه لا يوجد «مكان آمن في غزّة» وسط القصف الإسرائيلي.
وتمنح المادّة 99 الأمين العام الحقّ في أن ينبّه مجلس الأمن إلى أيّ مسألة يرى أنّها تهدّد «حفظ السلم والأمن الدوليَّيْن»، وهي الأداة الأقوى التي يمتلكها الأمين العام في إطار ميثاق الأمم المتحدة، ويعتبر تفعيلها تشغيلاً لسلطته.
ولم يلقَ موقف غوتيريش رواجاً بين الإسرائيليّين، إذ اعتبر سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان أنَّ تفعيل المادّة 99 هو «مستوى جديد من التدني الأخلاقي» و«انحياز ضدّ إسرائيل». كما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين غوتيريش إلى الاستقالة، معتبراً أنَّ ولايته «تشكل خطراً على السلام العالمي».
يذكر أنَّ المرّة الأخيرة التي فُعِّلَت فيها المادّة 99 كانت في 15 آب 1989 بما يتعلّق بالحرب الأهليّة اللبنانيّة، حين طالب الأمين العام الخامس للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كوييار مجلس الأمن بالتدخّل لوقف إطلاق النار وإنهاء أعمال العنف في بيروت.