أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بفشله في حماية الإسرائيليّين في مستوطنة بئيري خلال طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الأول 2023. وكشف التحقيق العمليّاتي الذي أجراه الاحتلال حول معركة بئيري، وأُعلن عنه اليوم، حجم التخبّط لدى قوّات الاحتلال وعجزها عن مجاراة الأحداث، فاعترفت بترك مستوطنيها يواجهون مصيرهم وحدهم، من دون تدخّل أجهزة الأمن.
وقدّم التقرير تسلسلاً زمنياً لعملية اقتحام بئيري التي قُتل فيها 101 مستوطناً وأسر 32 آخرين، لا يزال 11 منهم أسرى لدى فصائل المقاومة في قطاع غزّة. كما قُتل في العملية 31 عنصراً من الجيش وأجهزة الأمن، بينما أشار التحقيق إلى أنّ 340 مسلّحاً فلسطينياً شاركوا في اقتحام المستوطنة، ولم يتمّ قتل سوى 100 منهم على أرضها.
وأهمّ الخلاصات التي استنتجها التحقيق، التخفيف من وطأة قصف القوّات الإسرائيلية لأحد منازل المستوطنة حيث قُتل 12 إسرائيلياً مع مقاتلين فلسطينيّين. فأشار التقرير إلى أنّ «إطلاق نيران الدبابة تمّ تنفيذه بشكل مهني لممارسة الضغط على المخرّبين وإنقاذ الرهائن». وأشارت الخلاصات الأخرى إلى عدم استعداد الجيش لسيناريو التسلّل الواسع والمتعدّد الجبهات، والعجز عن تشكيل صورة واضحة لما جرى في وقت سريع وانعدام القيادة والتنسيق والتنظيم وسوء معاملة القوّات الإسرائيليّة للمستوطنين.
ويأتي نشر هذه التحقيقات حول بئيري بالتزامن مع استمرار الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية من أجل إبرام صفقة تبادل لإعادة الأسرى الإسرائيليّين في قطاع غزّة. أما رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، فيصرّ من جهته على استكمال حرب الإبادة على غزّة، هرباً من المحاسبة الداخلية عن الإخفاقات السياسية والأمنية منذ 7 تشرين الأول 2023.