تجدّدت الاشتباكات في الأحياء الغربية من مدينة السويداء بين مسلّحين من العشائر البدوية وآخرين من الفصائل الدرزية، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه صباح اليوم. ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان شنّ العشائر هجمات مسلّحة استهدفت قرى في شمال وغرب المحافظة، في حين أكّد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية انتشار قوّات الوزارة في ريفَي المحافظة الشمالي والغربي، وذلك تنفيذاً للاتفاق.
ورغم أنّ الحكومة السورية لم تكشف عن بنود الاتفاق، أعلنت الرئاسة الروحية لطائفة الموحّدين الدروز، برئاسة الشيخ حكمت الهجري، بعض ما يتضمّنه: نشر حواجز تابعة للأمن العام السوري خارج الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، ومنع دخول أي جهة إلى القرى الحدودية لمدة 48 ساعة لإتاحة المجال أمام انتشار القوى الأمنية، والسماح لأبناء العشائر الذين بقوا في المحافظة بالخروج الآمن؛ إضافة إلى تحديد معابر آمنة لخروج الحالات الطارئة والإنسانية، والتزام المجموعات الدرزية بعدم الخروج من الحدود الإدارية للمحافظة.
من جهته، أصدر «تجمّع عشائر أبناء الجنوب» بياناً دعا فيه إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين من أبناء العشائر من دون تأخير، وتأمين عودة النازحين إلى منازلهم في محافظة السويداء. وأكد البيان على أهمية «الحوار الوطني لضمان عدم تكرار الأحداث الدامية في الجنوب السوري».
يُذكر أنّ الاشتباكات اندلعت يوم الأحد الماضي بين فصائل درزية وأخرى من العشائر البدوية، وأسفرت عن مقتل نحو 900 شخص، بينهم المئات بتصفيات ميدانية. وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت اليوم وقفاً شاملاً لإطلاق النار في المحافظة، وبدء انتشار قوّاتها لفضّ الاشتباكات، بموجب اتفاق تمّ التوصّل إليه برعاية أميركية وإقليمية.