رحل أمس الرسّام اللبناني حسين ماضي، 85 عاماً. من شبعا في جنوب لبنان، قصد بيروت حيث درس الرسم والنحت وتقنيات الطباعة، ثمّ استكمل إعداده الفنّي في روما. تنقّل ماضي بين أوروبا ولبنان، وانتُخب عام 1982 رئيساً لجمعية الفنّانين اللبنانيين، كما علّم في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة.
عاد ماضي إلى بلاده حاملاً معه مخيّلةً تنضح بالأشكال والألوان والأنماط التي لا تهدأ، لكنّ الإعلام اللبناني والعالم الفنّي حبسه بلقب «بيكاسو الشرق»، فأخفوا أبعاداً لأعمالٍ تنوّعت تقنيّاتها وأشكالها.
طوّر ماضي شكله الخاص لرأس الإنسان، اعتمد العصفور كشعار ورمزٍ للحرية، غاص في عالم الحيوانات والحكايا، جعل من التكرار نمطاً مسلّياً، قدّم التراث اللبناني بقالبٍ حديث، رسم الملابس كما العريّ، حيّك الزوايا المنكسرة بالتموّجات، وأكثر، حتّى تميّز بأسلوبه الفريد. لم يكن الرسّام اللبناني يوماً «بيكاسو الشرق»، حسين ماضي كان حسين ماضي، ورحل.