وضعت الشابّة السعودية العابرة عدن (إيدن) حدّاً لحياتها، الأحد الفائت، موثّقةً برسالةٍ معاناتها مع عائلتها التي عنّفتها وأجبرتها على التراجع عن عبورها. وقد حاولت العائلة التعتيم على الانتحار، وادّعت أنَّ عدن (23 عاماً) توفّيت بحادث سيّارة. كما استخدمت اسم عدن القديم وذكرتها بصفة المذكّر في نَصّ النعوة.
وكانت عدن قد هربت من عائلتها (الشثري) المُحافظة والنافذة سعودياً، إلى أميركا. وبحسب الرسالة، وظّفت العائلة هناك الأميركي مايكل بوكاليكو الذي يمتلك شركة تحقيقات واستخبارات خاصة، لرصد عدن وإعادتها قسرياً إلى كنف العائلة.
ادّعى بوكاليكو بواسطة مساعده، المحامي السعودي بدر، أنّه يتدخّل لحل المشكلة، وقرّرت عدن «إعطاء الموضوع فرصةً». ساعدها المحامي مادياً لإظهار دعمه، لكن سرعان ما تبيّنت نيّته الحقيقة، وبدأ يستغلّ اعتمادها الماديّ عليه لإجبارها تدريجياً على التراجع عن عبورها. ثم استغلّ إقامتها غير القانونية لإعادتها إلى السعودية.
وبعد العودة، منعت العائلة عدن مراراً من استكمال علاجها بالهرمونات البديلة وإتمام عبورها. لم تستطع عدن التعايش مع الأمر، فودّعت أصدقاءها متمنّيةً لو أنَّها كتبت، بدلاً من الرسالة الأخيرة، «رسالةً عن كيف نجحتُ وكيف هربتُ وكيف بنيتُ حياةً جيّدة… لكنَّ هذا ليس واقعي».