رحل بروفيسور العمارة والتخطيط المدني روبير صليبا، أمس الخميس، عن عمر 72 عاماً، بعد مسيرةٍ أرّخ خلالها لبيروت لم تعد موجودةً اليوم. بدأ صليبا مسيرته تلميذاً في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وأنهاها أستاذاً في الجامعة الأميركية في بيروت.
كان صليبا دائم الحضور بنقاشات إعادة الإعمار ما بعد الأزمات في بيروت، وقد أنجز مؤخّراً معرضاً في الجمّيزة يُتوّج أعماله، بعنوان «بيروت العمارة السكنيّة في بدايات الحداثة»، كجزءٍ من نقاش إعادة إعمار المناطق المدمّرة نتيجة انفجار 4 آب.
كان ذلك تفاعل صليبا الثاني مع أنقاض بيروت، إذ سبق أن دخل المناطق المدمّرة مرّةً أولى، عام 1990، وتابع تطوّرها مُعارِضاً مشروع سوليدير ومرحلة إعادة الإعمار التي دمّرت من الوسط التجاري أكثر ممّا دمّرته الحرب الأهلية على مدى 15 عاماً، بحسب تقديرات دراسته الميدانية.
ركّز صليبا على توثيق عمارة الانتداب الفرنسي والعمارة العثمانية المتأخّرة لبنان وسوريا، وأصدر كتباً تحوّلت إلى مراجعَ في عالم العمارة، أبرزها: «بيروت 1920- 1940: العمارة المحليّة بين التراث والحداثة».