أسقطت الجمعية العامة الفرنسية الحكومة الماكرونية برئاسة ميشال بارنييه وحجبت الثقة عنها مساء اليوم، بأصوات 331 نائباً من تحالف «الجبهة الشعبية الجديدة» اليساري و«التجمّع الوطني» اليميني المتطرّف. وبذلك، يُصبح بارنييه أول رئيس حكومة يتم حجب الثقة عنه منذ 62 عاماً، بعد حجب الثقة عن جورج بومبيدو عام 1962، مع العلم أنّ ولاية بارنييه الحكومية هي الأقصر بتاريخ الجمهورية الخامسة في فرنسا.
وجاء إسقاط بارنييه بفعل معارضة «التجمّع الوطني» لمحاولته فرض مشروع موازنة الضمان الاجتماعي من دون التصويت عليه، إذ لجأ إلى المادة 49.3 من الدستور؛ في حين أنّ تحالف اليسار لا يزال يعتبر بارنييه وجه الانقلاب الماكروني على نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التي تصدّرت «الجبهة الشعبية» نتائجها، وكلّف الرئيس الفرنسي بارنييه تشكيل الحكومة رغماً عن ذلك.
ومع حجب الثقة عن حكومة بارنييه، بات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يواجه أزمة حكم فعلية إذ يعجز عن حلّ الجمعية العامة والدعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة قبل حزيران المُقبل. ويُصرّ ماكرون في الوقت نفسه على منع تحالف اليسار من الوصول إلى السلطة، محاولاً شقّ وحد الصفّ اليساري والتعويل على الكتل الوسطية لتشكيل السلطة بينما ينقسم البرلمان إلى ثلاث كُتل متعارضة.