بعد اختفائها في ظروف غامضة منذ 27 نيسان الماضي، ظهرت الطالبة السورية ميرا جلال ثابت (22 عاماً)، أمس، مرتدية زيًا دينيًا وبرفقة رجل ادعى أنه تزوجها «شرعًا وبرضاها». وكانت ميرا، وهي علويّة من مدينة تلكلخ في محافظة حمص، قد اختُطفت من معهد إعداد المعلمين في حي الدبلان بمدينة حمص.
وانتشر مقطع فيديو من داخل منزل الرجل، ظهرت فيه ميرا إلى جانبه، بينما يقوم مراسل الإخبارية السورية، أمير عبد الباقي، بطرح الأسئلة عليهما واصفاً عملية الاختطاف بـ«علاقة حب». وفي المقابلة، قالت ميرا إنها هربت من ضغوط عائلتها، وإنها لم تُجبَر على الزواج، لكنها بدت خائفة ومرتبكة وظهرت عليها علامات الارتجاف أثناء الحديث. كما تداول ناشطون صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر الشاب والمراسل في أحد الاحتفالات، ما أثار الشكوك حول وجود علاقة صداقة تجمع بينهما.
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن تفاصيل عملية الاختطاف تشير إلى احتمال وجود تواطؤ داخلي من المعهد، حيث تلقى والد ميرا اتصالًا من مديرة الشؤون في المعهد أبلغته بضرورة حضور ابنته لأداء امتحانين، أحدهما شفهي والآخر كتابي. وبعد دخولها إلى المعهد، لم تخرج مجددًا. وعندما راجع والدها المعهد، نفت المديرة وجود أي امتحانات أو أنها اتصلت به من الأساس، رغم أن المتصل قدم معلومات دقيقة عن الحالة الدراسية لميرا، ما يعزز الشبهات.
يُذكر أن ظاهرة اختطاف النساء قد تفاقمت في سوريا، وغالبية الضحايا من الطائفة العلوية، وقد تجاوز عددهن الخمسين حالة، بحسب المرصد. وقد أكد المرصد أن «الفوضى الأمنية، وغياب الرقابة المستقلة، إلى جانب التواطؤ أو العجز الرسمي، ساهمت في ترسيخ مناخ الإفلات من العقاب، وفتحت المجال أمام عصابات ومجموعات خارجة عن القانون لفرض نفوذها بعيدًا عن سلطة الدولة».