حدّدت صحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع «رابطة معتقلي ومفقودي صيدنايا» موقع مقبرتَين جماعيّتين في ضواحي دمشق، حيث يرجّح وجود آلاف الجثث لمعتقلين قُتلوا تحت التعذيب في سجون نظام الأسد، بحسب تحقيقٍ استقصائي أصدرته الصحيفة أمس الأربعاء.
واستند التقرير إلى شهادات أربعة رجال عملوا في مقابر جماعية سرّية، أو بالقرب منها، لتحديد موقع مقبرتي نجها والقطيفة عبر الأقمار الصناعية. وكان بين الشهود «حفّار القبور» الذي أدلى بشهادته خلال محاكمة العقيد السابق في المخابرات السورية أنور رسلان في ألمانيا. كما استند التحقيق إلى صور «قيصر»، المصوّر العسكريّ السابق في جيش النظام، والذي سرّب 55 ألف صورة لمعتقلين قتلوا تحت التعذيب، بعد انشقاقه في 2013.
وقد كلّفت مخابرات النظام «حفّار القبور» بالإشراف على دفن الجثث منذ منتصف 2011 وحتّى 2018 في مقبرة نجها. وبحسب شهادته، نُقلت الجثث من المستشفيات عبر شاحنات التبريد المخصّصة لنقل الطعام، وقد ظهرت عليها آثار التعذيب. وضمّت الشاحنات التي كانت تصل مرّتين أسبوعياً بين الـ150 و600 جثّة.
يذكر أنَّ «رابطة معتقلي ومفقودي صيدنايا» تمتلك معلومات عن وجود ثلاث مقابر جماعية أخرى لم يذكرها التقرير لغياب الأدلة الكافية. أمّا «حفّار القبور»، فحضر الثلاثاء في جلسةٍ نظّمتها «فرقة الطوارئ السورية»، بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية، للتحدّث مع أعضاء الكونغرس الأميركي حول المقابر الجماعية التي توثّق مجدّداً جرائم نظام الأسد.