كشفت صحيفة «ميديابارت» قيام شركة «نستله» الفرنسية التابعة لمجموعة «نستله» السويسرية بعملية احتيال وتزوير تجاوزت قيمتها 3.4 مليار دولار، عبر استخدامها تقنيّات غير شرعيّة لتكرير المياه منذ أكثر من 15 عاماً. وقد حمّل تحقيق الصحيفة الفرنسية مجموعة «نستله» مسؤولية هذه الأعمال، نظراً لتعاقب المسؤولين فيها دون تبدّل سياسة العمل طيلة العقدَين الماضيَين.
واعتبرت «ميديابارت» أنّ حجم الاحتيال «غير مسبوق»، إذ وثّقت بيع «نستله» لـ18 مليار قارورة مياه معدنية منذ 2005، تحت علامات تجارية مختلفة، مثل كونتريكس وهيبار وفيتيل، وبجودة تعادل مياه الصنبور. وقد تم تسعير هذه القوارير بسعر يساوي 100 ضعف سعرها الفعلي.
وتضمّن التحقيق نتائج تقارير من «دائرة التحقيقات الوطنية» ومن «المفتشية العامة للشؤون الاجتماعية»، التي أوضحت أنّ 30% من العلامات التجارية الفرنسية، بما فيها تلك التابعة لـ«نستله»، تتّبع تقنّيات محظورة لتكرير المياه. واستخدمت الشركة الأشعّة فوق البنفسجية لمكافحة تلّوث المياه، علماً أنها لا تتماشى مع القوانين الفرنسية ولا ينبغي استعمالها للمياه المعدنية.
وكانت قد فتحت النيابة العامة الفرنسية في 2022 تحقيقاً أوّلياً بشأن اتّهام مجموعة «نستله» بـ«الخداع في جودة السلع ومنشأها وكميّاتها». وكُلّف من بعدها قسم التحقيق التابع للمديرية العامة للمنافسة وشؤون المستهلك ومكافحة الاحتيال الفرنسية باستكمال التحقيق، التي استخدمت «ميديابارت» استنتاجاته في تحقيقها.