تعليق تحرّش
تيريزا صهيون

النسويّات الجديدات وماكينة التحرّش

17 كانون الأول 2021

شهدت البلاد، بالأسبوع الماضي، أحد أهمّ التحرّكات النسوية في تاريخها. تلامذة لا يتجاوز عمرهم الـ17 سنة، فضحوا أستاذهم المتحرّش، سامر المولوي، وتنظّموا من خلال تحرّكات داخل المدرسة، أدّت إلى طرده، من المدرسة والمدينة، وإلى طرد المدير الذي كان يحميه. 

تشريح ماكينة التحرّش

انتصر التلامذة على الأستاذ المتحرّش. لكنّ نضال الناجيات وحلفائهنّ لم يسلّط الضوء فقط على الأبوية بمدرستهن، بل فضح أيضًا ماكينة تحرّش تمتدّ إلى أبعد من المدرسة. 

الذكوري الإعلامي

يستدعي طوني خليفة، عبر مقابلة هاتفية في برنامجه، سامر المولوي ليفتح له الهواء ليقدّم «وجهة نظره» التي تتضمّن: 

  1. تكذيب الحقائق: ينكر المولوي طرده من ثلاث مدارس نتيجة تحرّشه بالقاصرات. ما في شي اسمه طرد أصلاً، يقول المولوي. كما أنه ينفي الحصول على حماية من واسطة، فقريبه وزير الداخليّة ما خصّه يتدخّل أصلاً.
  2. تكذيب الناجيات: بحسب المولوي، فإنّ الصور المتداولة عن محادثاته مع الطالبات مبالغ فيها، وهو ضحية مؤامرة. 

يمثّل خليفة في تغطيته للحادثة (والأمثلة كثيرة) الصحافة الانتهازية التقليدية، التي تكرّس مساحتها لـ«السكوب» ولإعطاء الكلام للمتحرّشين بدلاً من الناجيات وحلفائهنّ. لكن على قول إحدى الناجيات: نحن مش خايفين نحكي لأن صار في اليوم إعلام بيمثلنا.

الذكورية الوزارية

تؤكد ممثلة لوزارة التربية بمقابلة مع جو معلوف أن الوزارة قامت بالمطلوب بحق التلاميذ، وذلك في يوم واحد. 

يردّ أحد منظّمي التحرّك أنّ تلاميذ مدرسة أبو سمرا حاولوا طرد الأستاذ/ المتحرّش لأكثر من سنة. ومن بين محاولاتهم، اتصالات عديدة على الخط الساخن (01772000) الذي أوجدته وزارة التربية العام 2018 للتبليغ عن العنف ضد الطلاب. بقيت اتصالاتهم من دون أي جواب. 

تتجاهل وكيلة الوزارة هذا التعليق وتشدّد على أهمية الخط الساخن. 

الذكوري القانوني 

قدّم المحامي أنطونيو فرحات مداخلة على «صوت بيروت» يفسّر فيها التعريف والعواقب القانونية للتحرّش. يعرض خدماته، في مناسبة أخرى، لتمثيل الناجيات بدعوى قضائية بحق المولوي. رفض التلامذة العرض. 

في اتصال بالبرنامج ذاته، تخبرنا إمراة أنّ للمحامي عملاً جانبياً: محل تياب بالزلقا اسمو «شالا». يكشف الاتصال عن غرفة تبديل الثياب، السبب الحقيقي لوجود المحل، حيث يلاحق فرحات النساء اللواتي يجرّبن الملابس. وينكشف موقفه الحقيقي من النساء والتحرّش.  


عشر سنوات

للتلاميذ كلمتان: ذكوري! ذكوري!

بهالأسبوع، كان بركي أول مرة بسمع كلمة «ذكوري» عم بتنقال بهيدي الطريقة — كتهمة مش كسجال، وبدون ما حدا يكون عندو المساحة يقول لا. 

أيام المدرسة ما كنت أعرف كلمة نسوية. كنت بس بعرف «حقوق المرأة»، كلمتين بتدلّ لنضال انتهى من زمان. 
أيام المدرسة ما كنت أعرف انه في رجال (معظم الرجال) ذكورية. كانوا الرجال بس رجال وكنّا نحن نساء ما بتعرف تدبّر حالها. 

فرق العمر بيني وبين التلاميذ المحتجين عشر سنين. 

عشر سنين بتبعدني عن إيام ما كان فينا نفضح فيها المتحرّشين بالمدرسة لأن كنّا بدون كلمة لإلن ولأفعالن. 
عشر سنين بتبعدني عن إيام كان الإعلام يشهّر فينا من دون ما يكون إلنا مساحة للرد. 
عشر سنين بتبعدني عن إيام كنا نجي فيها عالمدرسة عارفين حالنا مقموعين بس مش عارفين من مين، ومش عارفين ليه. 


الثورة

للتلاميذ كلمتان: ثورة! ثورة! 

بيقول أحد منظمي التحرّك انه بس تقرَّب منو فرحات، رفض التعامل معه لان سمع عنه «ايام الساحة». شو كان صار لولا سمحتلنا الساحة فضح المتحرشين، ولو بس بين بعضنا؟ 

بكل مدرسة في سامر مولوي وناجيات صامتات. الأبوية بعدها مرسّخة بحياتنا اليومية. بس إنتصار تلاميذ مدرسة أبو سمرا هو انتصار إلنا كلنا. هو انتصار لناجيات المولوي، هو انتصار لكل امرأة كان عمرها 16 يوم من الايام، هو انتصار ليلي نجوا بصمت… 

…وانتصار لهزيمتنا بعد 17 تشرين.

آخر الأخبار

مواد إضافيّة
إسرائيل تتبنّى رسمياً اغتيال اسماعيل هنية
تنديد بتسوية أوضاع قائد الحرس الجمهوري في النظام السوري المخلوع 
مختارات من الصحافة الإسرائيلية 23/12/2024 
حدث اليوم - الإثنين 23 كانون الأول 
23-12-2024
أخبار
حدث اليوم - الإثنين 23 كانون الأول 
حمدو ونجمة
23-12-2024
تقرير
حمدو ونجمة
عودة مؤقّتة إلى كفرنبل
تعليق

سوريا

زياد ماجد