هاي يا حلو 🤤
رسالة من رقم ما بعرفه ضوّت على شاشتي.
ما بتذكّر عن شو كنت عم حاول إحكيكِ، إنت القارئة الوهميّة يلي بتخيلها كل ما اكتب لحسّ إنّه كلماتي إلها معنى. يا عن لبنان، يا عن كيف نحن نساء… ما بكتب عن شي تاني.
بعرف انه الرسالة من متحرّش، بس بقطش الحديث معك لردّ عليه.
إنتَ مين وشو بدك؟
الرجال عامة، والمتحرشين خاصة، بيحولوني لشخص تافه. بيذكروني بحياة سابقة، بس كنت أتفه، بس كنا ناكل ونشرب مع بعض، قبل ما تجي أصابعهم على جسمي، وإجمد.
ما عشت بحياتي شي مذلّ قد الجمود.
انا إسمي وطن وبدي نصير رفقا.
بحس فجأة حاجة كبيرة للبكي. بكل عين وقحة اسمه وطن! بيقهرني الموقف لأنه بمعظم كتاباتي إلِك، بحاول إحكيكِ عن خسارة لبنان، وبعجز. كيف منتحسّر على الوطن بلا ما نبيّن منحبّ الجزمة؟ بحاول أخلق حقيقة بكتاباتي إلِك، فيها بقدر حب لبنان لأنه رقصت فيه.
بس الحقيقة هي إنه لو لبنان كان بني آدم، أكيد بكون متحرّش تافه بدو يجمّدني، حتى ببيتي. الحقيقة هي إنه بس لبنان كان لبنان، أنا كنت مجمّدة.
يا قاهر القلوب
حتى بالأشهر القليلة يلي كان لبنان فيها مختلف، فرح، كان كمان مليء بناس متلك، وأنا كنت مجمّدة.
أول مرة نزلت فيها عالساحة وقت الثورة كان باليوم الثالث. بقول انه ما نزلت قبل لأن كنت مريضة. بس الحقيقة هي إنه ما نزلت لأن أوّل ما شفت صورة الساحات عالتلفزيون، تذكرت صور الـ2005 والحشد الكبير والقلق والمظاهرات. تذكرت الزبالة بالـ2015، وقضيب المكافحة والانتحارات بعد ما فشل الحراك. لعيت نفسي يا من المرض يا من شعور كبير اني رح اخسر شي. بقي القلق مسيطر عليّي لليوم الثالث بعد 17 تشرين. نزلت بثالث يوم. وأنا وماشية وحدي بين الناس، بيوقّفني رجّال ليقلّي إنّو بزّي حلو.
بفتكر مشان هيك بحكي أشخاص مش موجودين، لأنه بس تكون الناس حقيقية، ما بحس إلّا بالخطر.
أنا ما عم بحكيكي لاغتصبك!
بيطمّنّي الوطن، بنبرة كأن هو كمان أخد على خاطره.
بكره كلمة اغتصاب، وبكرهها أكتر بس إسمعها من تم رجال. بتذكّر ضافيري كل ما إسمعها طالعة من جسد عندو لحية قادر يقول هالكلمة عادي، بدون ما يتأتئ، بدون ما ينزّل عيونه. بتخيل حالي عم بخزّقله وجّو مين ما يكون. هاي الكلمة منها لإلن.
أنا عايزة كلمة تانية. تحرّش؟ ما بحب كلمة تحرّش كمان، لأنه بحسها ناقصة. شي مرّة ملاحظة قديش قليل لنستخدم كلمة اعتداء بالعامية وبالأحاديث بين بعضنا؟ بقاموسي ما كأنه في كلمات غير اغتصاب وتحرّش.
ما بحب كلمة تحرّش.
هي ناقصة لأن بس رجال مهيّج يضوّي على شاشتي بقول «تحرّش». بس رجال مهيّج بيعلّق على جسمي بالساحات العامة وياخدها مني بقول «تحرّش». وبس كانت تتسلل الإيدين على فخادي وصدري وكتافي، ما عندي غير كلمة «الاعتداء اللفظي»، كلمة التهديد، كأن ما في شي بجسمي مهم غير فتحة مهبلي. باقي جسمي بدون اعتبار والعنف ضده مش حقيقي، مش ملموس. المشكلة بأنه ما يكون عنا كلمات هي انه نحن كمان منصدق.
بخبّر رفقاتي عن السريالية يلي عم بتصير معي هلق. شو بدِّك في؟
ليه بردّ وبخبّر؟ ليه بخبّر رفقاتي الليلة وبكرا ويلي بعده؟ ليه دائما عندي حاجة خبّر مصادفاتي مع المتحرّشين؟ شي مرّة حسّيتي ضغط تكوني مرا قوية، بس بتلاقي حالك ضحية؟ بخبّر لأن السكوت بصير برانويا من الرجال: هل ممكن إنه وطن يكون بيعرف بيتي وين؟ هل وطن بيعرفه رفيق، متحرّش السيلولير السابق، وتنيناتن بيعرفوا وين بيتي؟
اعملي بلوك وما تفكري
كبسة زر وبستعيد قوقعتي، حبسي الأزلي، الحياة بين 4 حيطان وأباجور مسكّر على شوارع الوطن ومتحرشين السيلولير ومتحرشين الثورة.
بعد اليوم التالت، كنت إنزل عالساحة لحسّ إنّو عملت واجبي. كنت صنم بين الناس، صنم بين نساء دمّرت قوقعتها وأعلنت الحرب على الرجال يلي بدا يانا تحت الركام أو الرجال يلي بدا يانا تحت أجسادها.
بعد اليوم التالت، كنت عم شوف كيف الناس عم تجرّب تحوّل لبنان لوطن، من خلال الحميمية بيناتن.
رجع اليوم الوطن متحرّش تافه بدو يجمدني ولو بالبيت. كيف بتتحسّر على حميمية ولا مرة عشتها؟
رجع الوطن كناية عن اعتداءات ما بعرف احمي حالي منها غير من خلال القوقعة والناس المش موجودة.
بكبتبلك. بتذكر عندي ضافير. عبالي خزّق وجوه.