بعد استهداف المناطق السكنية قبل أيّام، طالت الغارات الأميركية على اليمن أمس قلعة القشلة التاريخية في محافظة صعدة، والمشيّدة منذ أكثر من 600 سنة. ألحقت الغارات ضرراً جسيماً بالقلعة، حيث أظهرت الصوَر اختفاء أقسام منها، ولكن من دون وقوع خسائر بشرية، إذ كانت القلعة مقفلة منذ العام 2020 مخافة استهدافها من قبل التحالف الدولي.
تُعتبر القلعة من أهم المعالم التراثية في مدينة صعدة القديمة المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، لناحية موقعها فوق جبل نقم المطل على صعدة القديمة. وقد شيّدها الأمير شمس الدين بن شرف الدين بن المطهر لحراسة المدينة من الهجمات آنذاك، ثم استُخدمت كمركزٍ إداري لإصدار الأحكام وسجن المعارضين لحكم آل حميد الدين، إلى أن استلمها مكتب الآثار في العام 1982.
وفي بيانٍ لها، اعتبرت الهيئة العامة للآثار والمتاحف هذا الاعتداء بمثابة «خرق لاتفاقيات حماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة، وعلى رأسها اتفاقية لاهاي لعام 1954، التي تلزم الدول باحترام التراث الثقافي وعدم المساس به تحت أي ظرف».