تسرّبت من المصرف المركزي، أمس، وثائق تُظهر نفقات كبيرة قام بها المصرف خلال الفترة الماضية. وشملت هذه النفقات شراء سيارات مصفحة بقيمة 52.16 مليار ليرة لبنانيّة، أي ما يوازي 582 ألف دولار بحسب سعر الصرف الرائج. وتشير الوثائق إلى أنّ المصرف المركزي قام بهذا التحويل في 25 تشرين الثاني الماضي، أي في أوجّ أيام الحرب الإسرائيليّة على لبنان. وجرى التحويل بناءً على موافقات الحاكم بالإنابة وسيم المنصوري، المؤرّخة في 1 و18 تشرين الثاني.
كما بيّنت الوثائق أن المصرف مرّر في 11 كانون الثاني الماضي نفقات أخرى بقيمة 916 مليون ليرة لبنانيّة كأعمال «تجديد» للبلوك «ب» الخاص بالمصرف في منطقة الحمرا. كما أصدر أوامر شراء متفرّقة بقيمة تتخطّى الـ10 مليار ليرة لبنانيّة (أي أكثر من 112 ألف دولار أميركي)، بدل أثاث وأعمال ديكور داخل المصرف وجناح الحاكم فيه. ولم تبيّن الوثائق تاريخ تمرير هذه الدفعات.
وأثارت هذه الوثائق حفيظة المودعين على وسائل التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى قيام منصوري بتمرير هذه النفقات من أموال مصرف لبنان الخاصّة قبل معالجة أزمة الودائع المرتبطة بخسائر المصرف نفسه. ومن الجدير ذكره أنّ الدولة اللبنانيّة تذرّعت خلال الفترة نفسها بنقص السيولة، للتغاضي عن التعامل مع حاجات النازحين في المدارس خلال الحرب، والتي تُرك تأمينها للمنظمات الدوليّة.