أمّن القاضي شربل أبو سمرا، المسؤول عن ملف حاكم مصرف لبنان في النيابة العامّة الاستئنافيّة في بيروت، المَخرج الذي يريده رياض سلامة للتهرّب من حضور التحقيق الفرنسي يوم غد في باريس. فأبلغ أبو سمرا الجانب الفرنسي بأنّه تعذّر تبليغ الحاكم بجلسة الغد في ثلاث محاولات استهدفت مقرّه في مصرف لبنان.
وكانت القاضية الفرنسيّة آود بوريسي قد حاولت تبليغ الحاكم شخصياً بموعد هذه الجلسة، خلال استجواب سلامة في قصر العدل في بيروت، إلا أنّ القاضي أبو سمرا عرقل تلك المحاولة ورفضها، ما يشير إلى أنّ ما جرى اليوم كان مجرّد «تخريجة» مُعَدّة سلفاً لتبرير غياب الحاكم عن الاستجواب في باريس غداً.
ومن المعلوم أن فريق الدفاع عن حاكم مصرف لبنان أمضى الأسابيع الأخيرة باحثاً عن الذرائع التي تسمح بالهروب من هذا الاستجواب، إذ يخشى سلامة أن يواجه نفس مصير مروان خير الدين الذي احتُجز في فرنسا ومُنِع من السفر إلى أن انتهى استجوابه. كما كان من المحتمل أن تنتهي جلسة الاستجواب بتوقيف سلامة، وتوجيه لائحة اتهام رسمية له.
ومن المتوقّع أن يكون لقرار أبو سمرا أثر كبير على هيبة القضاء وسمعته الدوليّة، خصوصاً وأنّ ما قام به أبو سمرا يزعم أنّ الدولة غير قادرة بمحاكمها وأجهزتها الأمنيّة على التواصل مع حاكم مصرفها المركزي، ما يفتقر للواقعيّة ويوحي بأن النظام القضائي يتواطأ لحماية مشتبه بارتكابه جرائم اختلاس أموال عامّة لبنانيّة.