خطف، وضع الرأس في كيس، ضرب، تهديد، تعذيب بالكهرباء، منع حضور الوكيل القانوني، الإرغام على توقيع محضر التحقيق دون الاطلاع عليه… هذه بعض التجاوزات والجرائم التي تبيّون أنّ عناصر من مخابرات الجيش أقدموا عليها بحق الشاب السوري الذي اعتُقِل تعسفياً، الجمعة الماضي، خلال الوقفة التضامنية مع نساء غزّة أمام مكتب الأمم المتحدة للمرأة في سنّ الفيل.
وفي حين تُرِك الشاب (23 عاماً) بعد إخفائه لبضع ساعات، توضح المحامية ديالا شحادة أنّ التحقيق معه لساعات تخلّله تعذيب بوسائل مختلفة، علماً أنّ الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة. أما فحوى التحقيق، فهو انتماؤه لتنظيم إرهابي والاعتداء على عناصر الجيش اللبناني في عرسال، رغم أنّه كان يبلغ من العمر 13 عاماً خلال «أحداث عرسال».
تحمل هذه التجاوزات الأخيرة رسائل أمنية من مخابرات الجيش في اتّجاهين، أولاً الاستمرار في الضغط على المواطنين السوريين والتضييق عليهم في إطار حملة التحريض الرسمية والسياسية. وثانياً، اعتماد النموذج البوليسي لبدء قمع مجموعات الضغط والاحتجاج على المنظّمات الدوليّة في إطار التضامن مع غزّة والشعب الفلسطيني، مع العلم أنه سبق للقوى الأمنية أن أوقفت عدداً من الناشطين خلال وقفة أمام مقرّ السفارة المصريّة للمطالبة بفتح معبر رفح ووقف التواطؤ مع الإبادة.