توفّي الممثّل سيدني بواتيه أمس الجمعة بعدما عبّد طريق السينما أمام أبنائه من البشرة الداكنة منذ ستينيّات القرن الماضي. 94 عاماً ناهض فيها بواتيه العنصرية والهيمنة العرقيّة البيضاء، أمام الشاشة وخلفها، حيث عُرفَ كأوّل رجل أسود يلعب أدواراً رئيسية تُحارب التنميط بحقّ أصحاب البشرات الداكنة.
عام 1964، كان بواتيه أوّل ممثّل أسود يربح جائزة الأوسكار لدوره في فيلم «زنابق الحقل» (1963). بقيَت تلك الجائزة حكراً على البيض منذ ذلك الحين، إلى أن حاز عليها الممثّل دنزل واشنطن في العام 2002، باحتفاليةٍ ضمّت كذلك تكريماً لبواتيه، نال فيه جائزة أوسكار شرفيّة.
وفيما كانت الهيمنة العرقية البيضاء تتلقّى صفعةً في الشارع عام 1966 مع تأسيس حركة البلاك بانترز والتحرّكات التي تلتها، وجّه بواتيه أوّل صفعة لرجلٍ أبيَض على الشاشة. ففي مشهدٍ شهيرٍ من فيلم «في حرارة الليل» (1967)، خلال مساءلةٍ يقودها بواتيه بصفته محقّقاً، يوجّه له الثري إريك إنديكوت صفعةً يأبى إلّا أن يردّها، من دون أن تكون مدوّنة في السيناريو الأساسي، ملهماً بذلك أترابه على التصرّف من خارج الحدود التي فُرضَت عليهم.