مات طلال سلمان، مؤسّس وناشر ورئيس تحرير جريدة «السفير»، الجريدة التي ولدت قبل عام من الحرب الأهلية اللبنانية، وأُريد لها أن تكون «صوت الذين لا صوت لهم» و«جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان». جريدة تنافس «النهار»، وتوسّع معنى الانتماء اللبناني.
من مجلّة الحوادث إلى مجلة الصياد ثمّ جريدة السفير، بقي طلال سلمان وفياً لعروبته، وبقيت أقوال جمال عبد الناصر تتصدّر الصفحة الأخيرة من جريدته، قبل أن تصادر الوصاية السورية تلك العروبة وتخنق تنوّعها وتصادر أصواتها المتعدّدة.
مات طلال سلمان موته الثاني بعدما أطفأ نور جريدته نهاية العام 2016. قيل آنذاك أنّ أسباب الإقفال مادية، وأنّ الصحافة الورقية تنازع، لكنّ الحقيقة أنّ صفحة من التاريخ اللبناني كانت قد طويت لمصلحة الاستقطاب الحادّ في لبنان والمنطقة.
يرحل طلال سلمان بعدما انتهى دور بيروت كعاصمة للصحافة العربية، وباتت صحفها أشبه بمناشير تنازع موتها المتأخّر. على الأقلّ، عرف «الأستاذ طلال» كيف يختار وقت الرحيل.