يتأرجح الشاب كرم بو شعيا بين الحياة والموت في مستشفى أوتيل ديو، بعد إصابته بطلق ناري في النخاع الشوكي، خلال كمين مسلّح قامت به مجموعة عسكرية من الجيش اللبناني في منطقة البقاع الأسبوع الماضي، وذلك خلال البحث عن المخطوف السعودي مشاري المطيري.
كشف صديقان لكرم، ريا الحدّاد وجو عسّاف، كانا معه في السيارة برفقة شابة أخرى، أنّ عناصر أمنية ملثّمة أمطرت سيارتهم بالرصاص لمجرّد الاشتباه بها، وذلك في طريق عودتهم من مناسبة اجتماعية في دير الأحمر. وقالا في فيديو على إنستغرام إنّ إطلاق النار عليهم استمرّ حتى من بعد توقّف السيارة، كما أكدّت ريا في حديث إذاعي أنّ «إطلاق النار تمّ على الركّاب، حتى أنّ إطارات السيارات ما زالت سليمة».
وفي الرواية التي تقدّم بها الحدّاد وعساف، فإنّ العناصر العسكرية الملثّمة انسحبت من الموقع بعد الكمين، وحضرت قوّة أخرى باللباس العسكري الرسمي، وقد رفض العناصر نقل كرم إلى المستشفى بادئ الأمر حتى تتبيّن هويّته وقد سألوا إن كان الضحية من آل جعفر، قبل نقله على متن آلية عسكرية إلى مستشفى «دار الأمل الجامعي» في بعلبك.
وفي المستشفى التي عجّت بالعناصر الأمنية، تم التحقيق مع ريا عدّة مرّات، إحداها من قبل عنصر كان يرتدي نفس زيّ العناصر التي أطلقت النار على السيارة، وقد اعترف الأخير لها أنّهم تعرّضوا للكمين «عن طريق الخطأ»، طالباً منها عدم إثارة ما حصل معهم.
الجدير بالذكر أنّ قيادة الجيش ادّعت، في بيان صادر عنها يوم 2 حزيران، أنه أثناء توقيف متورطّين بعملية خطف المواطن السعودي حصل تبادل لإطلاق النار بين وحدة خاصة من مديرية المخابرات والخاطفين، ما أدّى إلى إصابة مواطن صودف مروره في المكان. إضافة إلى ذلك، تلقّت القيادة التهاني بتحرير المخطوف مع طمس حقيقة تعرّض حياة المدنيين للخطر.