بعد 51 يوماً على استقالة الحكومة والانتخابات التشريعيّة، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الانقلاب على نتائج الانتخابات بتكليفه العضو التاريخي بحزب الجمهوريّين اليميني، ميشال بارنييه، بتشكيل الحكومة. وبارنييه (73 عاماً) الذي كان المفاوض باسم الاتحاد الأوروبي في ملف «البريكست»، يدخل إلى «ماتينيون» كأكبر رئيس وزراء سنّاً بتاريخ الجمهورية الخامسة، خلفاً لأصغرهم غابريال أتال (35 عاماً).
وقد وصفت قوى اليسار والخضر المنضوية في الجبهة الشعبية الجديدة، خطوة تعيين بارنييه بالانقلاب على نتائج الانتخابات، مع العلم أن حجب الثقة عن الحكومة يتطلّب أغلبية البرلمان غير المؤمّنة لدى قوى اليسار. وقال زعيم «فرنسا الأبية»، جان لوك ميلانشون، إنّ «الانتخابات قد سُرقت من الشعب الفرنسي»، داعياً إلى أكبر تعبئة ممكنة للتحرّك يوم 7 أيلول المقبل، الموعد الذي سبق وحدّده حزبه للاحتجاج على انقلاب ماكرون.
وفي أول تعليق لها على تكليف بارنييه، أعربت زعيمة حزب التجمّع الوطني، مارين لوبين، عن تفاؤلها بهذه الخطوة، مشيرةً إلى أنّ الأخير «يلبّي المعيار الأول المطلوب، وهو أن يكون شخصاً قادراً على مخاطبة التجمّع ويحترم ناخبيه وما يمثّله». وأضافت أنّ التعامل مع بارنييه وحكومته سيعتمد على سياساته ومواقفه، مع العلم أنّ أولى المهامّ الملقاة على عاتقه في الأول من تشرين الأول المقبل، ستكون تقديم مشروع الموازنة العامة إلى البرلمان.
يُذكر أنّ ماكرون، بتعيينه بارنييه، انقلب على عُرف الجمهورية الخامسة، ولم يكلّف ممثلاً عن أكبر تكتّل نيابي لتشكيل الحكومة، أي جبهة اليسار. كما ماطل ماكرون منذ إعلان استقالة الحكومة، منتصف تموز الماضي، ليتمكّن من الإطاحة بجبهة اليسار من جهة، والاقتراب أكثر من اليمين المتطرّف الذي سيؤمّن لبارنييه الأغلبية في الهيئة الوطنية الفرنسيّة.