قطع وزير الإعلام، زياد مكاري، الكهرباء عن تلفزيون لبنان بإطفاء الموتورات، فانقطع البثّ واسودّت الشاشة التي لم تنطفئ إلا مرّة واحدة منذ 1959، وذلك لمدة ثلاثة أشهر عام 2001 حين قرّر رئيس الحكومة حينها رفيق الحريري إقفال التلفزيون لتنفيذ مشروع إعادة هيكلته.
وبينما لم يصدر عن مكاري بيان واضح بهذا الخصوص، أشاعت أوساطه أنّ إجراء وقف البثّ مؤقت لحين الانتهاء من «المشاكل»، ونُقل عنه قوله «إذا بده يستمرّ الإضراب لشو بدّي ضلّ إدفع مصاري وإتكلّف»، أي أنّ هذا القرار جاء للضغط على الموظفين لإنهاء إضرابهم المستمرّ اعتراضاً على عدم تسديد مستحقّاتهم وعدم تحسين وضعهم المعيشي وعدم تصحيح أجورهم التي لم تلحظ أيّ تعديلات على الرغم من الانهيار المالي القائم منذ 2019.
وأكد موظفون في التلفزيون، في اتصال مع ميغافون، أنّ تحجّج مكاري بالكلفة ادّعاء باطل على اعتبار أنّ محطّات بثّ التلفزيون مشتركة مع مؤسسات رسمية وأمنية وخدماتية أخرى، والكلفة بهذا الخصوص محصورة ببدلات موظفي البثّ.
وكان مكاري تسلّم إدارة التلفزيون في كانون الثاني الماضي، ووعد منذ أشهر بتسوية أوضاع التلفزيون وموظفيه لكن من دون نتيجة. واللافت أنّ مكاري أطلق، في أيار الماضي، فعاليات مؤتمر «بيروت عاصمة الإعلام العربي للعام 2023» الذي أكد خلاله على أنّ لبنان يحوي «أول مدينة للإعلام في العالم، وأول مطبعة في الشرق وأول كتاب ومجلة وصحيفة وتلفاز».