تكشف أرقام المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين الارتفاع الكبير في عدد محاولات الهجرة من السواحل اللبنانية، خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2024، وذلك على الرغم من أنّ الأحوال المناخية في هذه الفترة من العام غير مناسبة لخوض البحر. فوثّقت المفوضيّة 52 محاولة ناجحة أو فاشلة، شارك فيها 2,636 من الراغبين في خوض البحر بحثاً عن الأمل في أوروبا، وذلك مقارنة بـ65 محاولة طوال عام 2023، حيث بلغ إجمالي عدد الركاب 3,927 راكباً.
وتشير أرقام المفوضيّة إلى أنّ 5 قوارب أبحرت من لبنان خلال كانون الثاني الماضي، و12 قارباً في شباط، و18 في آذار، و17 قارباً في النصف الأول من نيسان الجاري. واللافت أنّ المفوضية وثّقت فقط 3 محاولات للهجرة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وتوضح المفوضية أسباباً مختلفة تدفع المواطنين، لبنانيين وسوريين ومن جنسيات أخرى، إلى خوض تجربة الهجرة غير النظامية عبر البحر، ولو في ظلّ المخاطر وعدم ضمان الوصول إلى شواطئ الأمل. ومن بين هذه الأسباب، عدم القدرة على البقاء في لبنان والصمود فيه نتيجة الأزمة الاقتصادية، ومحدودية فرص العمل وعدم الحصول على الخدمات الأساسية، إضافةً إلى وجود أقارب لهم في بلدان الوجهة قادرين على تقديم المساعدة لهم.
ومن المفترض أن ترتفع وتيرة محاولات الهجرة عبر البحر مع بدء فصل الربيع وصولاً إلى الصيف، باعتبار أنّ الظروف المناخية تصبح أكثر ملاءمة للإبحار. ويُذكر أنّ أغلب هذه الطلعات تتوجّه إلى قبرص حيث بدأت السلطات بالتشدّد لمواجهة الهجرة غير النظامية.