بعد عشرة أيّام من اجتماع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالرئيس السوري بشّار الأسد، استكملت السعوديّة مسار تطبيع العلاقات بين النظامين بتعيين فيصل بن سعود المجفل سفيراً لها لدى سوريا. وتأتي هذه الخطوة بعد نحو 13 سنة على سحب السفير السعودي من دمشق، إثر اندلاع الثورة السوريّة، في خطوة احتجّت من خلالها المملكة على «إراقة الدماء في سوريا».
وكانت السعوديّة قد استضافت في نيسان 2023 اجتماعًا ضم وزراء خارجيّة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق، حيث ناقش المجتمعون سُبل إعادة «إعادة دمشق إلى الحضن العربي». وأفضت تلك المبادرة إلى عقد وفد من الوزراء قمّةً أخرى مع وزير الخارجيّة السوري فيصل المقداد في عُمان، تم الاتفاق خلالها مع نظام الأسد على خطوات مثل: تسهيل عودة اللاجئين وفق برنامج زمني واضح، ومكافحة تهريب المخدرات، وتحقيق مصالحة وطنيّة سوريّة شاملة، بعد إطلاق دور عربي قيادي لحل الأزمة.
ورغم تجاهل نظام الأسد لجميع هذه الشروط المتفق عليها في بيان قمّة، أُعيدَ نظام الأسد إلى تمثيل سوريا في جامعة الدول العربيّة، كما أكملت السعوديّة مسار التطبيع وصولًا إلى تعيين السفير الآن. وما زالت ثلاث دول عربيّة حتّى الآن ملتزمة بقطع العلاقات مع نظام الأسد، وهي الكويت والمغرب وقطر.