لعبت أصوات المغتربين دوراً أساسياً في تأمين نجاح لوائح المعارضة في الانتخابات الأخيرة. فتُظهِر الأرقام التي نشرتها وزارة الداخلية والبلديّات الدور الحاسم للمغتربين في مناطق شهدت معارك قاسية مع قوى السلطة، كدوائر جبل لبنان الرابعة (الشوف - عاليه) والشمال الثالثة (الكورة - البترون - زغرتا - بشري) وبيروت الأولى والثانية.
شارك في العملية الانتخابية ما بين 128 و130 ألف ناخب من المقيمين في الخارج، مقارنةً بـ46 ألف مقترع في انتخابات 2018. ووصلت نسبة الاقتراع من ضمن المسجّلين إلى حدود 60٪ بعدما شملت الانتخابات 58 دولة.
تشير هذه الأرقام إلى أنّ نسبةً مهمّةً من ناخبي المعارضة باتوا في المهجر، ما يشير إلى بدء انتظام الشتات اللبناني سياسياً. فمع الهجرة الأخيرة، بات مشروع إعادة تشكيل معارضة عابراً للحدود الوطنية، ويتطلّب سياسة تنطلق من التداخل بين لبنانيّي الداخل والشتات.