أعلنت «مؤسّسة الأب بيار» الفرنسية أمس الأربعاء أنّ مؤسّسها الراحل هنري كروي المعروف باسم «الأب بيار»، متّهمٌ بجرائم اعتداء جنسي ارتكبها بين عام 1970 و2005، تطال إحداها فتاة كانت تحت السنّ عند ارتكاب الجريمة.
وكانت المؤسّسة قد طلبت بنفسها فتح تحقيقٍ مستقلّ بالموضوع، بعد تلقّيها شكوى أولى تُفيد بأنّ الأب بيار اعتدى جنسياً على إحدى النساء. وقد تبيّن في ختام التحقيق أنّ سبع نساء قدّمنَ ادّعاءات موثوقة تُفيد بتعرّضهنَّ للاعتداء أو التحرّش الجنسي من قبله. ويُشير التحقيق إلى أنّ وضعيّة الأب الاجتماعية المُبَجَّلة، وفارِق العمر بينه وبين ضحاياه، غذّى سلوكه.
وقد وردت في التحقيق تفاصيل عن الاعتداءات: امرأة كانت تودّع الأب، فصدمَها بإقحام لسانه في فمها بطريقةٍ قاسية وغير متوقّعة؛ امرأة أخرى لمس الأب صدرها من دون رضاها، وفي لقاءٍ ثانٍ، مدّت يدها لمصافحته لكنّه «جذبني نحو النافذة، قلتُ له: كلا أبونا، فأجاب: أنا بحاجة إلى ذلك، فقلت كلا، ورحل».
أجرت التحقيق شركة «إيغاي»، بالشراكة مع «مؤسّسة الأب بيار»، وجمعيات «إيمايوس» الدولية التابعة للأب بيار. ونشرت المنظّمات الثلاثة بياناً مشتركاً، حَيَّت فيه «شجاعة الأشخاص الذين أدلوا بشهاداتهم». كما أكّدت أنّ «هذه الأفعال تغيّر بشكلٍ عميقٍ الطريقة التي ننظر بها إلى رجل معروف قبل كل شيء بكفاحه ضد الفقر والبؤس والتهميش».
ويُعدّ الأب بيار أشهر الوجوه الدينية في فرنسا، وقد تابع طيلة حياته أعمالاً خيرية وناصر الفئات المهمّشة والمستبعدة. عُرفَ أيضاً بمشاركته في المقاومة الفرنسية ضدّ الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وتوفّي قبل 17 عاماً، عن عمر الـ94.