قبل أسابيع من انتهاء ولايته، يثابر حاكم مصرف لبنان على ابتداع أصول محاسبيّة من أجل إخفاء معالم ارتكابات المراحل السابقة. ففي الميزانيّة نصف الشهريّة التي نشرها المصرف المركزي أمس، اخترع الحاكم بندًا جديدًا في الموجودات إسمه «صندوق استقرار سعر الصرف»، وقام بتحويل 77 ترليون ليرة من بند «الموجودات الأخرى» إلى بند الصندوق الجديد.
ومن المعلوم أنّ بند «الموجودات الأخرى» لا يمثّل قيمة فعليّة، بل هو مجرّد أموال خسرها مصرف لبنان وقرّر عدم الاعتراف بها، عبر الإبقاء على تسجيلها كموجودات غامضة غير موجودة فعلياً. وعلى هذا الأساس، يكون سلامة قد نقل موجودات وهميّة من حساب وهمي إلى حساب وهمي جديد، داخل ميزانيّته.
حتّى اللحظة، لا يوجد تفسير واضح لما قام به حاكم مصرف لبنان، لكنّ الأرجح أنّ الحاكم يحاول توزيع الخسائر التي يخفيها في ميزانيّته على عدّة بنود وهميّة، بهدف تبرير الألاعيب المحاسبيّة التي قام بها في الماضي.
وتأتي هذه الألاعيب الجديدة بعدما قام سلامة في بداية شباط الماضي بخلق دين جديد بقيمة 16.5 مليار دولار، يستحق على الدولة اللبنانيّة لمصلحة المصرف المركزي، وهو ما مثّل محاولة لإلقاء جزء من خسائر مصرف لبنان على الأموال العامّة.