عاد فيروس «جدري القرود» ليُقلق الهيئات الصحيّة في العالم، بعدما أعلنت منظّمة الصحة العالمية أمس الخميس، حالة طوارئ صحية عالمية نتيجة تفشّي الفيروس في الكونغو وانتقاله إلى أربع دولٍ أفريقية مجاورة. وبدأ الفيروس بالانتشار خارج القارّة، بحيث أكّدت السويد تسجيل أول إصابة في البلاد٬ كما أفادت باكستان عن اكتشاف 3 إصابات بالفيروس حمَلَها مصابون قادمون من دولة الإمارات.
وصرّح المدير العام لمنظّمة الصحة أنّ خطر الانتشار الدولي «مقلق للغاية»٬ حيث أنّ الجدري المتفشي حالياً يعود لسلالة 1b الفتّاكة التي تتكيّف بسرعة مع الإنسان وتساهم بانتقالٍ أوسع للفيروس. وتشير إحصاءات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية إلى تسجيل 14,500 إصابة بالفيروس في الكونغو وحدها، وأكثر من 450 حالة وفاة بسببه، بين بداية العام 2024 ونهاية تموز الماضي. غير أنّ معدّل الوفّيات الإجمالي من جدري القرود يبلغ حوالي 3.87٪ أو 1 من كل 26 شخصًا.
ويُعرف جدري القرود بإسم ٬mpox وهو مرض فيروسي يُقارن بالجدري وينتشر عبر الاتصال القريب بين شخصَين٬ سواء باللمس أو التقبيل أو استخدام موادّ ملوّثة كالملابس والإبر. وتشمل أعراضه الحمى والصداع والتورّم وآلام الظهر وآلام العضلات، يليها ظهور طفح جلدي على الوجه وسائر أنحاء الجسد.
وبحسب منظّمة الصحة٬ يمكن استخدام اللقاحات المضادة للجدري مثل الـACAM2000 وJynneos لتفادي جدري القرود. ويجب على المصابين الإبتعاد عن الآخرين وعدم مشاركة الأشياء التي لمسوها٬ والإلتزام بحجرٍ صحي حتّى شفاء الطفح الجلدي.
ويأتي إعلان حالة الطوارئ للمرة الثانية خلال عامَين٬ بعد موجة أولى عام 2022 سُجّل خلالها أكثر من 99 ألف إصابة بالفيروس في 116 دولة، وأفيد عن 208 حالة وفاة حينها بحسب منظمة الصحة.