هذه رؤية وزير الأشغال علي حمية لـ4 آب: مرفأٌ يعمل، إنارة وماكينات وإيرادات مالية متصاعدة. والانفجار؟ لم يكن. فعشية الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت، لم يجد الوزير إلّا نشر صورةٍ لمسرح الجريمة بعد تنظيفه، بِلا أدنى إشارةٍ للجريمة نفسها، متمّماً بذلك مهمّة فريقه السياسي الذي نجح في تعطيل التحقيق وحماية المُتورّطين.
طمس معالم الانفجار ليس جديداً على حمية، إذ كان من الموافقين على هدم أهراءات مرفأ بيروت في 16 آذار 2022، بعد مشاركته في لجنةٍ وزارية أوصت بالهدم، وبعد اعتباره ألّا داعي «للمحافظة على ما تبقّى من أهراءات القمح بالنظر للمرحلة التي قطعها التحقيق العدلي». وبطبيعة الحال، الأهراءات غير موجودة في الصورة التي نشرها حمية.
تكاد دعاية حمية عن نفسه، بصفته «الوزير الناجح»، تقتصر على هذا المرفق ونشره الدوري لمداخيل مرفأ بيروت، لكن خلف إنارة وزير الأشغال المُبهرجة، ضحايا ما زالوا ينتظرون العدالة؛ ومع الإيرادات المتصاعدة، وقاحة تتصاعد هي الأخرى.