الدعوى القضائية إذا فقدت سرّيّتها كالبنت التي تفقد بكارتها.
الوزير السابق والحقوقي رشيد درباس
ما بقى تجربي تتابعي فطبول.
أبو طلال
المرأة سلعة. وعليها أن تنفّذ ما نقوله، وإلا تُعنَّف.
رجل في برومو حلقة «أحمر بالخط العريض»
لمن تمنح الرجال الأمان والطمأنينة في حياتهم
ريمي عقل، فنانة بصرية
الرجال يحبّون النساء الأحرار، طالما أنّ لديهم واحدة في المنزل ليست كذلك
كاميل لورانس، روائية فرنسية
ما هو وجه الشبه بين «العذرية» و«البقلاوة» و«الفطبول» و«السلعة» و«الأمان»؟
هذه ليست أحجية. ليست كلمات متقاطعة. بل عبارات مفككة من منظومة واحدة.
في أقل من أسبوع… قارن وزير الشؤون الإجتماعية السابق ونقيب المحامين في طرابلس رشيد درباس، بين عذرية البنت وتسريب وثائق جلسات قضائية، لتقريب وجهة نظره عما أسماه كشف الحقائق قبل أوانها. مقارنة تشكل تماماً، بَواطن الخطاب الأبوي، في نظرته الأخلاقية الى الحرية الشخصية ومعها نظرته الى الزواج والجنسانية وحق المرأة في جسدها. هنا يكمن الخطاب الذي مر من دون مساءلة، أو أي ملاحظة من قبل محطة «الجديد». تُرك هكذا، يتسرّب على الهواء مباشرة مثل السمّ. درباس الذي وقف طويلاً في وزارته الى جانب مغتصبي دار الأيتام الإسلامية، ووقف مراراً بوجه محاميات في نقابة طرابلس، وأعدمهنّ مهنياً، هو اليوم يمثّل الصورة السياسية والحقوقية للنظام الأبوي، الذي يعيش في ماضويته وفي لغويات الشرف والعذرية، والتي بسببها تُقتَل عشرات النساء والبنات في لبنان والعالم العربي.
وفي أقل من أسبوع… حذر المقدّم الساخر، أبو طلال، على قناة «الجديد» أيضاً، البنات من مشاهدة «الفطبول»، باعتبارها لعبة لا يفهمن بها وهي تخاطب الرجال فقط. الرجال، في الماكينة المجتمعية التي تجعلهم أكثر تفوقاً وقدرة جسمانية (بمفهومه) لخوض لعبة كرة القدم وأيضاً نقاشها. أما البنات، فعليهن البقاء في حدود (معارفهن) والحديث فقط عن التبرّج والنميمة وغيرها من الصور النمطية، والتي يعمل الإعلام على ترويجها بأشكال عدة، فاتحاً المجال أمام كاريكاتوريات الذكورة في انتهاجها من أجل الإضحاك. كأنّ سماجته في اعتبار البنات لا يفقهن سوى النميمة والتبرّج، تستحق هذه المساحة الإعلامية الغارقة في التفاهة والجهل.
وفي أقل من أسبوع… انتشر «برومو» حلقة برنامج «أحمر بالخط العريض»، لرجل يقول إن المرأة مجرد سلعة، وحين لا تنفذ ما يقوله سيعنّفها. طبعاً، يعرف معدّ ومقدّم البرنامج، أنّ تسليعه قضية نساء يعنّفهن بهذه الطريقة هو ما سيأتي بالمشاهدين، وبالطبع يكرّس خطاباً لا يزيح عن إعلاء صوت الرجال، باعتبار تصرفاتهم مجرد آراء يمكن عرضها. وباعتبار ان هذا البرومو وغيره لا يشكل سوى شهادة، وهذه الشهادات هي نفسها التي توصلنا الى «تبرير» العنف المتزايد والقتل العمد للنساء في لبنان، واحتقارهن واعتبارهن سلعاً في الخطاب الإعلامي.
وفي أقل من أسبوع… فيديو ترويجي آخر، لفنانة بصرية تدمج النص الاستهلاكي بالقضايا العامة، لنرى في شرائطها تركيزاً على صورتها كـ«فاشينيستا» على مواقع التواصل. ريمي عقل، بدعم من جمعية أبعاد التي تموَّل دولياً لشعاراتها النسوية، تقوم بالشريط الذي لم نرَ فيه سوى رأس ريمي وثيابها وأيضاً نصها الرديء، وجملتها التي تحدّد الدور الاجتماعي التقليدي للمرأة عبر المنظومة نفسها وهي تخاطب بشيء من رومانسية مصطنعة ولفظ مبستر، «لمن تمنح الرجال الأمان والطمأنينة». لم يكن ينقص فيديو عقل سوى رسومات من كتاب القراءة للصف الخامس وفيه امرأة تجلي أو تُعدّ «تارت» من التفاح أو تضع كوزاً من الحطب في الصوبيا كي تكتمل صورتها عن الأمان العائلي وطمأنينة الرجل.
في أقلّ من أسبوع، كلمات مفكَّكة لخطاب واحد، طبقيّ وعنيف وتمييزيّ، من رجال سياسة وإعلام وفاشينستات و«آن جي أوز»، يحاولون ويحاولن، كل بطريقته أن يخدم الرجل ويمعس المرأة.