يوميات في زمن الانهيار
موريال حنين

البارانويا أو الانتقام

6 تشرين الأول 2020

كتبتلي رفيقتي وداد على نابكِن: البارانويا أو الانتقام من بعد حديث مطوّل عن الموضوع. ما بتذكر إذا كتبت البارانويا أو الانتقام أو الانتقام أو البارانويا. ما بيهمّ، أصلاً هالقصة صارت بكرا. 

ما في غير الانتقام من النظام معقول يصححنا من الخوف. يا هني، يا نحنا. ما حدا سألني إذا بدّي كون فينيق. هيك اخبار.

كنّا بقهوة القزاز والشبابيك مشقوقة. كنت حبّيت نكون بقهوة القزاز، بس بطّل في قهوة القزاز بالجميزة من زمان، وما رح احكيلكن عن وضع القزاز.

الانتقام والبارانويا.

ما فهمت ليه وداد قالت «بارانويا» عن خوفي. مش مهم، ما رح علّق عالموضوع.

و: عبالك نغيّر طاولة؟ م: ليش؟

كنت صافنة أنا وعم بتطلّع لفوق، والـAC معلّق دغري فوق كرستي. وداد ما بتعرف إذا قعدت قصداً تحته. منّي خايفة يوقع على راسي. تطلّعت فيّي وداد نظرة الـ«منّك مضطرّة». و: منّك مضطرّة.

م: مبلا. جاوبت بصوت واطي كتير، أنا وبارمة وجهي. ما بدّي وداد تسألني ليش.  مبلا، مضطرة اقعد تحت الـAC. مضطرة ابقى تحته، وخاف يوقع على راسي. بطّل في غير خيارين: الخوف، أو الانتقام. ولكان صار وقت الانتقام، رح إتمسّك بالخوف. لو سمعتني وداد، كانت تضحكت من كل قلبها، ويمكن كانت قالت: انسي الانتقام وانسي الخوف. وكنت جاوبت: ما بدّي أو ما فيّي. مش مهمّ اياها.

صحيح انو اليوم بطلت الساعة 6:08. ما عم بركض من تحت الطاولة للكوريدور. من الكوريدور لتحت الطاولة، انا وعم بسأل حالي: اياها أأمن لمّا تنزل تالت قذيفة؟ وارجع لاقي حالي ولا هون، ولا هونيك، عم بركض بأرضي. وبعدني. ما نزلت تالت قذيفة. ما نزلت ولا قذيفة أصلاً. القذيفة هون من سنين. والعدو مش ناطر طيارة لتفجّر بقايا الناس. أصلاً اليوم العدو مشغول، عم يرسم حدود مع العدو.  العدو مشغول، بلّ ورقة إصلاحه بالشاي من فترة، واليوم سرقلنا الشاي، بشعار الشرف، التضحية والوفاء. الإمكانية بالانتقام عم بتقلّ. نشّف الدم عالبلاط، بطل ينعرف كان لونه أحمر. 

روح الجميزة- الفينيق بعده تحت الردم. ورحم الأحزان تهجّر من المنطقة، أو من البلد، عم يحضر حفلات موسيقية عالديش، ليجمعوله تبرعات. لالالالالا ما بقي غير كميونات الجيش لالالالالا كان العدو مشغول بحالة طوارئ واليوم بالإغاثات.

عم فضل انتقم من حالي، عن انو ما انتقم.

و: بس انت شو ذنبك؟

وداد بتقدر تعرف شو عم بحكي مع حالي لأن وداد مش موجودة.  كنت بعد مرة صافنة عم بتطلع عالـAC. يمكن لازم جاوب عوداد، وقلها:

يمكن عم بزيد تمسكي بإحساس الخوف، كل ما يخف وضوح لحظة الانتقام الجايي من النظام. هيك بكون عم بنتقم بوضوح، من حالي عالقليلة.

حلو كتير الجواب...

رح غيّر حديث. 

م: فينا نصلح الجملة؟

لقطت النابكِن اللي مكتوب عليه «بارانويا أو الانتقام».

و: البارانويا أو الذنب؟ م: لاء. قصدي نغيير كلمة «بارانويا». و: الموت أو الذنب. م: لاء. «الخوف أو الانتقام». لأنو لو ما في خطر حقيقي، بتكون بارانويا.

مستحية انو عم بختصر البارانويا بهالطريقة. بس والله ما حكيت هالشي. ما صار الحديث، ووداد مش موجودة.

و: فلكان في خطر حقيقي بس لمّيتي تلفون دركي وقع حدك وعطيتي ياه؟ م: ما كان لازم لمّه.  و: وين الخطر، بشرف الله. م: انت مقتنعة انو وقع حدّي هيك، صدفة؟ وما أخدولي بصماتي؟ هلق بطّل فيي كبّ حجرة باعتصام، لأن رح يعرفوا دغري انو انا كبّيتها.

آخر الأخبار

مواد إضافيّة
مختارات من الصحافة الإسرائيلية 21/11/2024
هكذا أصبح نتنياهو وغالانت مطلوبَيْن للعدالة
12 غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت
5 تُهم ضدّ نتنياهو وغالانت 
الاتحاد الأوروبي: قرار المحكمة الجنائية مُلزِم لكلّ دول الاتحاد