سبوتلايت
اليوم 195
الأعين الآن على مفاوضات الهدنة التّي اتّخذ وسطاؤها من رمضان موعداً لوقف إطلاق النار، مع أنّ تصريحات المعنيَّين –حماس وإسرائيل–- لا تتقاطع مع ذلك، بينما يتقلّب الرأي العام العالمي ضدّ إسرائيل وحملتها العسكرية.
ما زال العدوان الإسرائيلي على لبنان مستمرّاً، مع اتّساع مستمرّ لـ«قواعد الاشتباك»، ومع تصريحات إسرائيلية-أميركية تلمّح لفصل الجبهتَين واحتمال استكمال الحرب على الجبهة الشمالية حتّى لو نتجت هدنة على جبهة غزّة.
«خمسة آلاف حياة محتملة خطفتها قذيفة واحدة؛ ونعرف جيّداً ما يعنيه ذلك للأهل»، هكذا علّق الطبيب بهاء الدين غلاييني في مقابلةٍ نشرتها رويترز أمس الأربعاء، على استهداف «مركز البسمة الطبّي» الذي كان يديره، بغارةٍ إسرائيلية في كانون الأوّل الماضي. وقد خرّبت الغارة كل محتويات المركز: أكثر من 4 آلاف جنين (مُضغَة)، وقُرابة ألف عيّنة منويّة وبُويضة.
اليوم، وبعد 4 أشهر على الاستهداف، لا تزال أنقاض المبنى على حالها، وقد عاين صحافيّون مُلحقون بوكالة رويترز المكان، ووثّقوا معدّات المختبر المدمّرة وخزّانات التجميد بالنيتروجين المفتوحة.
لهذه الغارة تبِعات على مستقبل الغزّاويين بشكلٍ خاص، كَونها قضت على الأمل الأخير بالإنجاب لمئات الأهالي الذين لجأوا للمركز قبل انعدام خصوبتهم، أو لصعوبةٍ بالإنجاب الطبيعي، بحسب غلاييني.
وكان الطبيب غلاييني قد افتتح المركز الطبّي في غزّة عام 1997، وهو الأكبر بين 9 عيادات أخرى للمساعدة على الإنجاب في غزّة. وقد ذكر أحد الغزّاويين، قبل شهر، أنّ إسرائيل استهدفت ثلاثةً من هذه المراكز على الأقل.
بالتزامن مع «يوم الأسير الفلسطيني» أمس، أقرّت الحكومة الإسرائيلية مشروع بناء 936 زنزانة إضافية مخصّصة لـ«المعتقلين الأمنيّين»، أي الفلسطينيّين. وقال صاحب المشروع، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إنّ هذه الخطوة تسمح باعتقال المزيد من «الإرهابيين»، قبل أن يؤكد أنّ المعالجة الفعلية لأزمة اكتظاظ السجون تكمن في إعدام «المخرّبين».
ويستمرّ الاحتلال الإسرائيلي في اعتقال أكثر من 9,500 أسير فلسطيني، بحسب بيانات نادي الأسير الفلسطيني. وقد صعّد الاحتلال حملات الاعتقال عقب طوفان الأقصى، بينما أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزّة اعتقال ما يزيد عن 5 آلاف فلسطيني من القطاع، ما يرجّح ارتفاع عدد الأسرى في معتقلات الاحتلال إلى أكثر 10 آلاف معتقل.
يُذكر أنّ 16 أسيراً فلسطينياً استشهدوا في المعتقلات الإسرائيلية منذ بدء العدوان على غزّة في 7 تشرين الأول 2023، في إعدامات غير مباشرة نفّذها الاحتلال من خلال الضرب والتعذيب والإهمال الطبّي للأسرى.
معلّقات
في ظلّ المحرقة
نشر ماشا غيسن هذا المقال قبل أيّام من الاحتفال الذي كان ينبغي أن يقام لتسلُّمهم جائزة هنة آرندت في برلين. إلا أنّ ما تضمّنه المقال، لا سيّما لجهة تشبيه قطاع غزّة بوضع الغيتوات اليهوديّة في الحقبة النازيّة، أدّى إلى انسحاب منظمة «هنريش بول» من تمويل الاحتفال. رغم ذلك، عاد غيسن وتسلّموا الجائزة في منتصف كانون الأوّل في جلسةٍ مصغّرة أعادوا فيها تشبيه غزّة بالغيتو، قائلين إنّ الفارق الوحيد بينهما هو أنّ معظم سكّان غزّة ما زالوا قيد الحياة، ويمكن إنقاذهم.
آخر التعليقات
آخر ڤيديوهات
آخر الأخبار
مواد إضافيّةالمزيد