تحليل سوريا
محمد علي الأتاسي

في أحوال نساء سوريا

من المظلّيات إلى السلفيّة الجهاديّة

9 أيار 2025
سوق الحميدية (ارشيف الكاتب)

يوم الثلاثاء الواقع في 29 أيلول من العام 1981، كان يومًا عصيبًا وداميًا في حياة مدينة دمشق التي كانت تعيش منذ عدة سنوات على إيقاع الصراع الدموي بين النظام الأسدي والطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين. فبعد ظهيرة ذلك اليوم، وفيما كان طلاب المدارس والموظفون يعودون لبيوتهم، والمدينة تتهيأ لاستئناف نشاطها المسائي، تفاجأ سكان العديد من الأحياء السكنية، بدءًا من أحياء المهاجرين والمالكي وأبو رمانة الواقعة على سفوح جبل قاسيون، ومرورًا بوسط المدينة التجاري ووصولًا إلى تخوم حي الميدان المحافظ وباب مصلى، بمجموعات كبيرة من الطالبات اللواتي أنهَيْنَ للتوّ دورة القفز المظلّي. كانت أعمارهنّ تتراوح بين الـ14 والـ17 عامًا، وكنّ مسلّحات بمسدسات ويرتدينَ لباس المغاوير المبرقع ويخترقنَ شوارع المدينة في مجموعات صغيرة راجلة لا يتجاوز عدد كل منها أصابع اليد الواحدة. استوقفت تلك المجموعات النساءَ من كل الأعمار في الشوارع، أو حتى داخل السيارات المتوقفة على إشارات المرور، وفرضنَ عليهنّ بالقوّة نزع حجابهنّ تحت تهديد السلاح. 

رفعت الاسد ومظليات (الارشيف السوري)

كان يرافق كل مجموعة ويحرسها عن قرب عدد من المقاتلين الرجال لسرايا الدفاع التابعين لرفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري وقائد الفصيل العسكري المسمى «سرايا الدفاع»، وهو عبارة عن وحدات خاصة، طائفية التركيب، تنضوي في هيكلية الجيش السوري وتتمتع بشبه استقلال مادي وعسكري عنه.
في ذلك الزمن، كان عمري لا يتجاوز الأربعة عشر عامًا، لكنني أتذكّر المشهد كما لو أنه حدث البارحة. فمن شرفة منزلنا الواقع في جادة زنوبيا في حي المالكي، أطلّيتُ أنا ووالدتي لنتفاجأ في شارعنا بمجموعة من المظليات يُحِطنَ بسيّدة عجوز محجّبة برفقة ابنتها الشابة السافرة، ويحاولنَ إجبار الأمّ على نزع غطاء رأسها الأبيض. وعندما مانعت السيدة العجوز، قامت إحدى المظليات بنزعه عنوةً ورميه في الهواء ليعلق على عمود الكهرباء في الطريق. وفي اللحظة ذاتها، فقدت البنت الشابّة أعصابها لرؤية أمّها بهذه الحالة، وراحت تصرخ بأعلى صوتها وتستغيث عبثًا بنخوة الجيران قبل أن تتحدّى المظليات وتصرخ بأعلى صوتها: الجهاد يا أمّة الإسلام. 

وما هي إلا ثوانٍ معدودات حتى قامت إحدى المظليات الأكبر سنًّا بتلقيم مسدسها وإطلاق النار على فخذ الفتاة الشابة، صارخة ببقية رفيقاتها، ومعطية الأوامر لهنّ بأن يركضنَ رملاً، ليختفينَ بلمح البصر من الشارع، تاركينَ وراءهنّ الجيران الخائفين والفتاة المصابة، بينما تحاول الأمّ حاسرة الرأس عبثاً أن توقف سيارة لنقل ابنتها لأقرب مشفى، قبل أن يتعطّف عليها سائق تاكسي ويوافق على المخاطرة وتوصيلهما للمشفى، تاركين خلفهما دم الفتاة الأحمر القاني مسفوحًا على الاسفلت، ووشاح المرأة الأبيض عالقًا ومرفرفًا على ناصية الشارع. 
لن أنسى ما حييت تلك الحادثة المأسويّة وذلك اليوم الذي هزّ المدينة في أعماقها. أتذكر جزع الجيران في ذلك الحيّ المسمّى راقياً وعجزهم وقلة حيلتهم، مع ورود أنباء عن احتكاكات واشتباكات وجرحى وحتى قتلى في بعض أحياء المدينة. وفي مساء ذلك اليوم، التزمت معظم نساء المدينة بيوتهنّ، وتجمّع بعض اولاد الجيران في حيّنا أمام بقالية الشارع، وكان جلّ حديثهم يدور حول ما إذا كان الرئيس على علم مسبق بما أقدم عليه أخوه، وما هي الإجراءات التي سيتّخذها، وكيف سيكون حال المدينة ونسائها في المُقبل من الأيام.

خطاب الأسد في دورة المظلّيات

لم يطُل انتظار أهل المدينة كثيرًا. فبعد يومَيْن، في 1 تشرين الأول 1981، وفي حفل تخريج دورة القفز المظلّي التي بلغ تعداد منتسبيها سبعة آلاف وخمسمئة مشترك، بينهم أكثر من ألفَيْ شابّة، والتي ارتكب منتسبوها ومنتسباتها كل هذه الانتهاكات بحق نساء المدينة، حضر حافظ الأسد بلباسه العسكري برفقة أخيه رفعت وبقيّة أركان حكمه. وتضمّن العرضُ العسكريّ إنزالاً مظلّياً وتدريباتٍ بمختلف صنوف الأسلحة واستعراضاً للمظلّيين والمظليات بلباسهم وعتادهم الكامل، وعروضًا للقتال بالسلاح الأبيض، وإقدام بعض الفتيات المغاوير على أكل رؤوس الأفاعي أمام قائدهم المفدّى.
وفي الختام، ألقى حافظ الأسد كلمةً تستحق هي الأخرى أن تدخل التاريخ، لما فيها من تفكير أهوج وأرعن يقيس تقدّم وتخلّف المجتمعات من خلال شكل المرأة الخارجي، ويمارس الوصاية الذكورية عليها وعلى لباسها وعلى موقعها في الفضاء العام، باسم ما أسماه الأسد بخطابه المعركة ضدّ الرواسب العفنة التي تشير إلى التمييز بين الرجل والمرأة.
طبعًا، لم يكن من بدّ للأسد، في النهاية، إلا أن يتراجع عن فعلة أخيه بالتعرّض للنساء المسنّات بالشوارع والأماكن العامة، مبررًا ذلك باندفاع الشباب، وبانيًا تمييزًا حرجًا بخصوص الحجاب، بين الشابات وطالبات المدارس اللواتي فُرض عليهن نزعه في المدارس وبين النساء في المجتمع والفضاء العام اللواتي أعطاهنّ الأسد الحق في ارتدائه. تمييز سيدوم تطبيقُه المتفاوت في المدارس حتى توريث ابنه للسلطة في العام 2000 وإلغائه له بطلب من رجال الدين. 
يقول الأسد الأب في خطابه هذا: 

دعوني أورد لكم مثالًا، وأنا الآن أتحدث حديث الأب لأبنائه وبناته، مثالًا مررنا به منذ يومين في عاصمتنا دمشق، عندما اعترضت مجموعة من رفيقاتنا الشابات المظلیات عددا من النسوة المتقدمات في السن وطلبن إليهن خلع الحجاب الذي يرتدينه. أنا أفهم تطلعات رفيقاتنا، أفهم تطلعات هذا الجيل، من الشابات بشكل خاص، وأفهم تمرّدهن على بعض الظواهر التي يرين فيها دلائل على ماضٍ مظلم، عانت منه المرأة ما عانت، يرينَ في بعض الظواهر مؤشرات إلى ظلم المرأة وإلى استعبادها وإلى سلخها عن إنسانيتها طيلة عصور وعصور. أنا أفھم هذا التطلع، ويجب أن نناضل جميعًا للتخلص من كل براثن الماضي التي أعاقت حركة النمو بمختلف وجوهه لدى إنساننا في هذا القطر.

لكنّ الأسد الذي كان واعيًا ومدركًا للمأزق الذي أوقعه فيه أخوه رفعت، ليس فقط تجاه نساء المجتمع الدمشقي وتجاه العديد من نساء وأمهات ضباطه المحجبات من الطائفة السنية، ولكن حتى تجاه النساء المسنّات من الطائفة العلوية، بمن فيهنّ والدته، اللواتي كن يضعنَ الإيشارب الأبيض على الرأس كما جرت العادة، أسوةً بالكثير من نساء العالم في المناطق الريفية. ومن هنا، جاء عتابُه الأبويّ للمظلّيات:   

أنا أقول لرفيقاتنا بصدق الأب وصراحة الأب، إنني قلقت للحادث عندما سمعت به، وتأثرت له، سيما وكما ذكرت عرفت إن النسوة اللواتي شعرن ببعض الإساءة إليهن كن من المتقدمات سنًّا، وهؤلاء النسوة لسنَ معاديات للثورة، وربما بينهن كما علمت ما يمكن أن أقول عنه أمّ البعض، وبينهن أخوات البعض من فتياتنا الشابات الممارسات للتدريب والموجودات الآن بيننا.

ولم يكن للأسد في النهاية إلا أن يقدّم اعتذاره الصريح لهؤلاء النسوة وطلبه منهنّ الصفح عمّا فعلته «بناتهن» بهن! مردِّدًا العبارات السريالية الآتية: 

أقول بصدق، أيتها الرفيقات: لو عرفتُ هؤلاء النسوة لاتصلت بهن واحدة واحدة لأؤكد لهن شديد أسفي، لأقول لهن: هؤلاء الشابات المظلیات بناتكن، أو أخواتكن ولا تغضب أمّ أو أخت من ابنتها أو أختها، وإن غضبت فتغضب لبرهة قصيرة. 

لم يكتفِ الأسد بكل صفاقة بأن يطلب من النساء المنتهَكة كراماتهنّ وحجابهنّ في الشوارع، أن يغضبنَ فقط «لبرهة قصيرة» من الوقت. ولكنّه قرّر منذ ذلك اليوم أن يمنع طالبات المدارس من ارتداء الحجاب في المدارس موكلًا تنفيذ المهمة شبه المستحيلة في بلد مثل سوريا الى إدارات المدارس بالاشتراك مع المظليات والمظليين والمعلمات والمعلمين. وبهذا الصدد يقول الأسد في خطابه الآنف الذكر: 

لا حرية لأعداء الشعب، لأن حريتهم تعني استلاب حرية الشعب. أعود للقول إن الحجاب، أيتها الرفيقات، هو في غالب الأحيان تقليد یقتضيه التقدّم في السن خاصة، وأحيانا تقتضیه بعض الضرورات الذاتية للمرأة. أنا هنا لا أتحدث عن الفتيات، عن طالبات المدارس الصغيرات، أنا أتحدث عن هؤلاء، عن المرأة في البيت وعن المرأة في الشارع، وعن المرأة في حياتها العامة، لتلبس ما تشاء، لتضع على رأسها ما تشاء خاصة وأنه ليس لهذا الأمر مغزى سياسي. 
أما في ما يتعلق بالمدارس، وما يتعلق بالجيل الذي نحن بصدده الآن، والذي تنتمون إليه، وتنتمي إليه رفيقاتنا الشابات، هذا الجيل يجب أن نعطيه الاهتمام الكبير بالحوار والعقل الثوري، وبكل الوسائل الثورية الناجعة. ولهذا أيها الرفاق والرفيقات، لهذا أنتم مسؤولون في المدارس، أنتم بالتعاون مع إدارات المدارس، وبالتعاون مع المعلمين، وبالتعاون مع المنظمات الحزبية في المدرسة، أنتم مسؤولون عن القسط الأساسي من عملية بناء هذا الجيل.

طبعًا بعد عقدين من محاولة تطبيق هذا القرار الأسدي الأهوج في مدارس سوريا ومحاولة الاحتيال عليه من قبل الفتيات بلبس قبّعة الفتوّة العسكرية وإطالة جوانبها القماشية لتغطية شعرهنّ، ازداد عدد الفتيات المحجبات في سوريا الأسد الأب بأعداد كبيرة، وطغى على كل ما عداه، الأمر الذي فرض على بشار الأسد بعيد وصوله إلى السلطة في العام 2000 أن يعود عن قرار أبيه، مكرهًا أخاك لا بطل. 

السلفيّة الجهاديّة ولباس المرأة

أدارت هيئة تحرير الشام محافظة إدلب خلال السنوات الأربع الماضية من خلال حكومة الإنقاذ، قبل تبوُّئِها السلطة في أرجاء سوريا بعد سقوط النظام الأسدي في 8 كانون الأول من العام 2024. وإذا كان لم يصدر عنها في تلك الفترة أي قرار رسمي بتقنين لباس المرأة في الفضاء العام، إلا أنّ المجتمع الإدلبي المحافظ بطبعه وممارسات بعض الفصائل المسلحة كانت كفيلة بأن يسود الحجاب بشكل شبه كامل في المناطق الخاضعة لسلطة الهيئة، ناهيك بتوسّع انتشار النقاب بنموذجه الخليجي بين النساء. 
وكحال السلطة الأسدية وهوسها بلباس المرأة كعنوان لما تعتبره تقدّمًا وتحضّرًا، أبدت العديد من السلطات الدينية وبعض الفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء السلطة الجديدة حرصًا شديدًا على جعل حجاب المرأة (لا بل ونقابها) عنوانًا للتقوى ودليلًا على انضواء كل فئات المجتمع تحت فهمهم الضيق والأحادي للدِّين الإسلامي وطقوسه الشعائرية وما يسمونه لباسه الشرعي. وهكذا، بعد أكثر من قرن على كتابات الإمام محمد عبده ومرورًا بعلي عبد الرازق وهدى شعراوي ونظيرة زين الدين والشيخ أمين الخولي ووصلًا لمحمد شحرور وجودت سعيد ونصر حامد أبو زيد، مع اختلاف مكانة ودور كل منهم، نجد أنفسنا اليوم مع السلفية الجهادية من موقع السلطة، تحاول جاهدة أن تُؤَقلِم فقهها مع متطلبات الواقع الشامي انطلاقًا من النقطة صفر، وفي ظل قطيعة معرفية وفقهية وتاريخية مع كل ما أنتجته الثقافة العربية الحديثة من عصر النهضة إلى يومنا هذا.

حفل تكريم حفظة القرآن في إدلب (وكالة سانا)

ويكفي في هذا السياق أن نتأمّل في مشهدية حفل تكريم 1,493 حافظاً وحافظةً للقرآن الكريم من الأطفال في المرحلة الابتدائية من دون سن الحادية عشرة، والذي أقيم مؤخرًا في إدلب وارتدى فيه جميع الأطفال من الذكور الجلباب الأبيض والقلنسوة، في حين ارتدت معظم الفتيات الصغيرات النقاب الأسود الخليجي، وتمّ إدخالهم إلى الملعب في أرتال منفصلة تشبه الأرتال العسكرية. أقيم هذا الحفل على أرض الملعب البلدي بوجود ما يقارب 15 ألف متفرّج، وبحضور رسمي لعدد من المسؤولين ووزير الأوقاف والجهات الرسمية في المدينة. وقد نظّمت هذا الحفل مؤسسة دار الوحي الشريف التي يشرف عليها زعيم حركة أحرار الشام سابقًا هاشم الشيخ (أبو جابر)، وتخلّل بعض الكلمات التي ألقيت فيه ترديد شعارات من مثل العفة والطهارة، كما سمى عريف الحفل الأطفال بـ«طلائع الفتح»، ما يذكرنا في مكان ما بشعارات التقدّم والتحضّر التي أتقن استخدامها النظام السابق في احتفالاته بأطفاله الذين أسماهم «طلائع البعث». 

الطفلات الحافظات للقرآن 

مع وصول هيئة تحرير الشام إلى سدّة السلطة في دمشق، بات عليها منذ اليوم الأول التعامل مع تركيبة مجتمعية وسكانية في العديد من المدن السورية الكبرى أكثر تنوعًا وتعددًا من محافظة إدلب. وعلى الرغم من التطمينات التي أطلقها رئيس السلطة الانتقالية أحمد الشرع في البداية بخصوص احترام الحريات الشخصية للناس، فإنّ ممارسات العديد من الأجهزة المكلفة حفظ الأمن العام باتت تدلّ على نزوع السلطة الحالية شيئًا فشيئًا إلى التضييق على الناس في الشوارع بخصوص الملبس والاختلاط بين الجنسين وارتياد الأماكن العامة، بشكل يذكرنا بأبشع أيام الأسد السوداء.
فمن الاعتداء المسلح على بعض أماكن السهر واللهو في العاصمة دمشق، إلى توقيف بعض الشباب وحلق شعورهم بحجة «تلطيش الفتيات» أو حتى بتهمة الجلوس مع الفتيات في حديقة عامة، كما حدث مع طالبين في مدينة حماة، أو الاعتداء الذي تعرّض له الناشط عبد الرحمن الكحيل في مدينة حمص وتوقيفه لكونه كان جالسًا في سيارته الواقفة على جانب الطريق مع خطيبته المنتمية إلى عائلة حمصية سنّية معروفة في المدينة ووالدها طبيب التخدير القدير رامز الرفاعي، أما ذنبها الأكبر، فكونها غير محجبة وفي خلوة غير شرعية في السيارة مع خطيبها بحسب منطقهم الأعوج، كما أشار عبد الرحمن الكحيل في رسالته الاحتجاجية. وقد كتب الدكتور الرفاعي في صفحته على الفيسبوك محتجًّا علي ما لحق بابنته وخطيبها، مطالبًا الرئيس الشرع بمحاسبة ومعاقبة هؤلاء الافراد وخاصة هذا الملثم بينهم الذي تطاول على ابنتي بالكلام بأنه سيدوس على رقبتها وعيلتها ولن يخرجها الا بالحجاب. أما مايا الرفاعي المعتدى على خطيبها، فكتبت بدورها مخاطبة الرئيس الشرع في صفحتها على الفيسبوك:

هل من المعقول أن يقوم رجال الأمن بتهديدي «بدنا ندوس عراسك… اذا ما مطلعك محجبة… والله لربيكي وربي أهاليكي».  كيف بدكن ياني ضل ساكتي؟ كيف بدكن رجال يضل ساكت عن القتل الي اكلو بس لانو عم يتفتل بالسيارة مع خطيبتو ؟؟
بحجة انو السيارة مكان خلوة… قال انو قعدو بالقهوة تمشو بالشارع بس ما تتفتلو بالسيارة
اخدونا عالفرع وما عندن حجة ضدنا غير انو نحن جاوبناهن … صارو يقتلو وانا عم اسمع صوات الضرب والقتل وما فيني اعمل شي… وعم يمننونا كمان انو هنن الي حررونا من الاسد وإنو هلأ نظام الفاسد كان داس عراسنا؟

تعميم مديرة الأوقاف في دمشق

وإذا كانت أجهزة السلطة قد تراجعت عن بعض هذه الممارسات، وتعهدت بمحاسبة مرتكبيها كما حدث مع مرتكبي الاعتداء المسلح على الملاهي، فإنّ سامر بيرقدار، مدير دائرة الأوقاف في محافظة دمشق، لم يجد أفضل من تنبيه خطباء المساجد في مدينة دمشق بمناسبة قدوم فصل الصيف بضرورة تذكير المصلين بعد صلاة الجمعة بضرورة مراعاة شبابنا وشابّاتنا لحرمة الطريق والاحتشام في اللباس ومراعاة الآداب العامة.   


قد يظنّ البعض أنّ موضوع الحريات الفردية والخاصة في سوريا اليوم، هو موضوع ثانوي وغير ذي أهمية في بلد مجزّأ ومنهار اقتصاديًا وخارج لتوّه من 55 عامًا من الديكتاتورية الأسدية و14 عامًا من الثورة والحصار والتجويع والتدمير الممنهج لجيشه وبنيته التحتية وثروته الوطنية. لكن من أجل كل ذلك، وبسبب كل ذلك، فإنّ الدفاع عن الحريات الفردية ومحاولة ترسيخها يجب أن يكون في سلم الأولويات للمجتمع السوري في مواجهة سلطة منبثقة من أيديولوجيا سلفية جهادية وتنحو، من حيث تدري أو لا تدري، إلى إحياء بعض أساليب السلطة الأسدية في الوصاية على الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع كالنساء والأطفال، وتأطيرها كما تمّ سابقًا باسم التقّدم والتحضّر والاشتراكية، أو كما هو حالنا اليوم مع السلطة الجديدة في ممارسة الوصاية باسم العفة والحشمة والدين الحنيف. 

آخر الأخبار

مواد إضافيّة
الجاسوس إيلي كوهين
19-05-2025
تقرير
الجاسوس إيلي كوهين
استعادت إسرائيل أرشيفه في الذكرى 60 لإعدامه
تركيا ترحّل الناشط السوري طه الغازي
حدث اليوم - الاثنين 19 أيّار 2025
19-05-2025
أخبار
حدث اليوم - الاثنين 19 أيّار 2025
بلديّة بيروت: الثنائي ضامن لائحة السلطة
19-05-2025
تقرير
بلديّة بيروت: الثنائي ضامن لائحة السلطة
روسيا تحظر «منظمة العفو الدولية»  
الاحتلال يُخرج المستشفى الإندونيسي عن الخدمة