انفجارات جديدة بأجهزةٍ لاسلكية في عدّة مناطق لبنانية
انفجارات جديدة بأجهزةٍ لاسلكية في عدّة مناطق لبنانية
سقط عدد من الشهداء ومئات الجرحى في هجوم إسرائيلي عبر أجهزة «البايجرز» التابعة لحزب الله. وحسب المعلومات المتوفرة حتى الآن، انفجرت مئات أجهزة «البايجرز» في اللحظة نفسها في مختلف المناطق اللبنانية وصولًا إلى بعض المناطق السورية. أوقع هذا الهجوم، حسب وزارة الصحة، أكثر من 2,750 جريحاً و9 شهداء حتى الآن، ممّا أدّى إلى أزمة في المستشفيات، ليواجه هذا القطاع أسوأ أزماته منذ انفجار 4 آب.
يُعَدّ هذا الهجوم أكبر اختراق استخباراتي لحزب الله، حيث استطاعت الأجهزة الإسرائيلية اختراق شحنة «البايجرز» وتحويلها إلى عبوات متنقلة في أيادي عناصر حزب الله. كما يُعَدّ الهجوم أكبر تحدٍّ لحزب الله الذي توعّد بالردّ، رغم محاولته تفادي التصعيد حتى اليوم، حتى بعد اغتيال أعلى قائد عسكري له.
نشرت شركة «أبولو غولد» التايوانية المسؤولة عن صناعة أجهزة البيجرز التي انفجرت بالأمس في لبنان، بياناً تنفي فيه مسؤوليتها عن التصنيع، وتُشير فيه إلى أنّ نموذج البيجر أر-924 المُطابق للأجهزة التي انفجرت بالأمس، قد صُنع وبيع من قبل شركة «باك».
و«باك» شركة مقرّها هنغاريا، أبرز حلفاء إسرائيل في أوروبا، وقد حصلت على حقّ استخدام علامة «أبولو غولد» التجارية بموجب عقدٍ بين الشركتَين، بحسب بيان اليوم، غير أنّ البيان لم يعرض نسخةً عن العقد ولا قدّم تفاصيل إضافية حول «باك».
بحسب مصدرٍ أمني لبناني لوكالة رويترز، فإنّ إسرائيل تدخّلت في عملية إنتاج هذه الأجهزة، وزرعت متفجّرات صغيرة داخل شحنة مؤلّفة من 5 آلاف جهاز، كان حزب الله قد طلبها في الأشهر الأخيرة. ولكن يُشار إلى أنّ هذه الأجهزة لا يستخدمها عناصر الحزب حصراً.
وفي تفاصيل إضافية وردت في تقريرٍ لـ«وول ستريت جورنال»، فإنّ المادّة المُتفجّرة قد زُرعت بجوار بطاريات أجهزة الاستدعاء، وعند الساعة 3:30 ظهراً، قبل لحظات من التفجير، أصدرت الأجهزة نداءً يبدو وكأنّه صادر عن قيادة الحزب، بهدف دفع العناصر إلى الإمساك بأجهزتهم لحظة انفجارها وزيادة عدد الضحايا.
أين تنتهي حدود الإبادة؟ كيف مارست إسرائيل عنفها حتّى جعلته «يفيض» عن الجغرافيا؟ وما الحدّ الفاصل بين مَن يعيش الإبادة بالمباشَر، ومَن يعيشها بالوساطة؟ يُتابع سمير سكيني رحلة الفظيع، بدءاً من ممارسته على أرض الواقع، في غزّة، وصولاً إلى تلقّيه بأشكالٍ أقلّ مباشرة، تحديداً الصورة، والعوالم التي تسري فيها: الذاكرة، والمخيّلة، ولون الدم.